هؤلاء المغاربة يبهدلون ابنائهم كل يوم؟

23 مارس 2025آخر تحديث :
هؤلاء المغاربة يبهدلون ابنائهم كل يوم؟

أعربت منظمة “ماتقيش ولدي” عن استيائها العميق إزاء وضع مقلق تم رصده خلال الأيام الأخيرة بمدينة طنجة، وذلك بعدما تبين أن أطفالاً مغاربة يُجبرون على السرقة بطنجة لتلبية إدمان آبائهم المحرومين من العلاج.

وأكدت الجمعية أن شهادات ميدانية وملاحظات مباشرة تشير إلى واقع لا يُحتمل، إذ إن أطفالاً يُستغلون من قبل آبائهم المدمنين على مخدرات قوية مثل الهيروين، الكوكايين، أو “البوفا” — وهي مادة كيميائية خطيرة ناتجة عن بقايا مخدرات تقليدية وتُعد مدمرة للغاية.

وقالت الجمعية، في بلاغ إن هذا الوضع ينبع بشكل مباشر من الانقطاع المفاجئ لتوزيع دواء الميثادون، الذي كانت توفره سابقًا مصالح الصحة.

وسجلت “ماتقيش ولدي” أنه نتيجة لغياب العلاج، عاد العديد من المستفيدين إلى استهلاك المخدرات القوية، مما أدى إلى تدهور أوضاعهم الجسدية والنفسية بشكل حاد. “وفي ظل هذا الإدمان القهري، يضطر بعض الآباء إلى دفع أطفالهم للخروج إلى الشارع للسرقة أو التسول أو القيام بأعمال غير قانونية لجلب المال من أجل شراء الجرعة”.

وأشار المنسق الوطني للمنظمة محمد الطيب بوشيبة إلى “أن هذه الأزمة، وإن كانت تعرف تقلبات في الماضي، فإنها اليوم تشهد تدهورًا مأساويًا. فقد أدى التوقف المفاجئ للعلاج إلى انهيار التوازن الهش داخل العديد من الأسر، مما أعاد النسيج الاجتماعي المحلي إلى دوامة من الفوضى”.

إقرأ ايضاً

ودعت منظمة “ماتقيش ولدي” إلى تحرك عاجل وحاسم من قبل الجهات المختصة، وحماية فورية للأطفال المعرضين لهذا الاستغلال والاستئناف العاجل لتوزيع الميثادون في إطار طبي مؤمّن، وإنشاء مراكز علاج من الإدمان تكون ملائمة، إنسانية، ومزودة بالموارد الكافية.

كما طالبت في بلاغها بتعزيز التنسيق بين القطاعات المعنية وهي الصحة العمومية والشؤون الاجتماعية والتربية الوطنية والسلطات المحلية، مؤكدة أن خطورة هذه الوضعية تزداد كونها تتزامن مع شهر رمضان، شهر التضامن والتقوى والعدالة.

واعتبرت منظمة ماتقيش ولدي أن غضّ الطرف عن هذه المأساة يُعد خيانة لروح هذا الشهر المبارك “لأنه لا يجب أن يدفع أي طفل ثمن التخلي، ولأن كل أب وأم يستحقان طريقًا نحو الشفاء. لقد حان وقت التحرك”.

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


لا توجد مقلات اخرى

لا توجد مقلات اخرى

نستخدم ملفات الكوكيز لنسهل عليك استخدام موقعنا الإلكتروني ونكيف المحتوى والإعلانات وفقا لمتطلباتك واحتياجاتك الخاصة، لتوفير ميزات وسائل التواصل الاجتماعية ولتحليل حركة الزيارات لدينا...لمعرفة المزيد

موافق