يعود الحديث مجددًا عن مشروع الربط القاري بين المغرب وإسبانيا عبر نفق تحت الماء يمر بمضيق جبل طارق، بعد سنوات من التوقف. المشروع الطموح الذي يسعى إلى ربط طنجة بالجزيرة الخضراء أصبح احتمالًا واقعيًا مجددًا، مدفوعًا بتحسن العلاقات الدبلوماسية بين البلدين.
ورغم هذه التطورات، فإن التحدي الأكبر الذي يقف أمام تحقيق هذا الحلم يكمن في التعقيدات الزلزالية والجيوتقنية التي تميز المنطقة.
الزلازل في مضيق جبل طارق: التحدي الرئيسي
تعتبر جيولوجيا مضيق جبل طارق معقدة للغاية، حيث تتلاقى الصفائح التكتونية الأوراسية والأفريقية، ما يؤدي إلى نشاط زلزالي متكرر.
وتشير الدراسات، حسب مصادر إعلامية إسبانية، إلى تسجيل زلازل تزيد قوتها عن 4 درجات على عمق يفوق 40 كيلومترًا، مما يضيف تحديات كبيرة تتطلب حلولًا هندسية دقيقة. ولتحديث البيانات، بدأت السلطات الإسبانية بدراسات زلزالية جديدة هي الأولى منذ 2014، باستخدام مقاييس زلازل بحرية لتحليل النشاط الزلزالي وتأثيراته المحتملة على المشروع، في صفقة لمدة ستة أشهر بقيمة 486،000 يورو.
التحديات المالية والهندسية
إقرأ ايضاً
بجانب المخاطر الزلزالية، يمثل التمويل تحديًا كبيرًا. حيث تشير التقديرات وفقا للمصادر، إلى أن تكلفة النفق قد تتجاوز 26 مليار يورو، مما يجعله واحدًا من أكثر مشاريع البنية التحتية تكلفةً في العالم.
كما أن تعقيدات البناء في منطقة ذات نشاط تكتوني مرتفع، تتطلب تقنيات متطورة وخبرات هندسية رفيعة المستوى.
فوائد المشروع رغم العقبات
إذا تم تجاوز العقبات الزلزالية والهندسية والمالية، فإن النفق سيشكل نقطة تحول تاريخية في التعاون بين أوروبا وأفريقيا. إذ سيعزز العلاقات التجارية والاجتماعية والثقافية، ويوفر طريقًا جديدًا للفرص الاقتصادية والتنموية بين القارتين.
ورغم أن المشروع لا يزال في مراحله الأولى، فإن تحسين العلاقات بين المغرب وإسبانيا وتطور التكنولوجيا قد يجعلان من الحلم حقيقة في المستقبل. ولكن قبل ذلك، يبقى تجاوز التحديات الجيولوجية الخطوة الأكثر أهمية لضمان سلامة هذا المشروع العملاق.