هذا هو سر فيضانات غشت في المغرب؟

26 أغسطس 2024آخر تحديث :
هذا هو سر فيضانات غشت في المغرب؟

تساقطات مطرية غزيرة شهدتها أقاليم جهة درعة-تافيلات أدت إلى فيضان مجموعة من الأودية التي توقف جريانها لسنوات متوالية بفعل الجفاف، وهو ما أفرز وجهات نظر متباينة بالجهة بين من يرى أن الأمر نتاج خالص لمذبحة التغيرات المناخية التي يعيشها العام والتي تلقي بتداعياتها على المنطقة، خصوصا الجفاف، وبين من يذهب إلى أن هذه التساقطات ظرفية، ألفها الجنوب الشرقي، وهي فرصة لإنعاش منطقة محكومة بالبوار.

تداعيات واضحة
نجيب عبد الوهاب، فاعل بيئي بالجنوب الشرقي، أرجع “الأمطار الغزيرة التي شهدتها المنطقة مؤخرا إلى تداعيات الجفاف الشديد الذي عمّر بها خلال السنوات الأخيرة، والذي يشكل تجليا للتأثيرات السلبية للتغير المناخي”، مؤكدا أن “الجنوب الشرقي ليس حالة شاذة في هذا السياق، لأن العديد من المناطق في العالم التي تشهد مستويات حادة من الجفاف، أصبحت عرضة لتساقطات مطرية غزيرة بشكل مفاجئ، ما يؤدي إلى إحداث فيضانات، بعضها كارثي”.

وأضاف عبد الوهاب، أن “هذه التساقطات الكثيفة تسببت في فيضانات أعادت جريان مجموعة من الأودية، وأدت إلى سقي مجموعة من المناطق التي أنهكتها الندرة الشديدة”، مشدداً على أن “هذا لا يعفي أثر فوضى المناخ في هذه المسألة؛ لكونه تسبب في فيضانات لم تشهدها المنطقة منذ سنوات، خصوصا في ظل مستويات حرارة مرتفعة”.

وسجل أن “السنوات الأكثر حرارة غالبا ما تتبعها فيضانات غزيرة، نتيجة اختلال في توازن الكواكب، وأصبح فصل الصيف يستمر لمدة طويلة تفوق ستة أشهر تعرف ارتفاع درجات الحرارة ثم تنتهي بتساقطات غزيرة، وهو ما دأبنا عليه في المنطقة منذ سنوات”.

وشدد الفاعل البيئي والمناخي على أن “تكرر هطول الأمطار بهذه الكثافة على المنطقة خلال هذه الظرفية، يسائل توفر الإرادة السياسية لدى مدبري الشأن العام بالمنطقة لتشييد بنيات تحتية تتلاءم مع حجم هذه التساقطات، ومضاعفة عدد السدود التلية؛ لأن كميات كبيرة من حمولة الفيضانات التي تحدثها هذه التساقطات تضيع، ما يجعل استبشار الساكنة بإنهائها لسنوات المعاناة من ندرة المياه يتبدد خلال أيام”.

أسئلة عديدة
جمال أقشباب، باحث في البيئة والمناخ والتنمية المستدامة، عزز الرأي القائل بالربط بين التساقطات وآثار التقلبات المناخية الكونية، لكنه تمسك أكثر بكونها “تساقطات ظرفية اعتادت عليها ساكنة مدن وقرى الجنوب الشرقي في كل صيف، وتحديدا في شهر غشت”، وقال: “علميا، انعكست التغيرات المناخية في منطقة شمال إفريقيا برمتها في الجفاف، وليس في الفيضانات الناجمة عن أمطار غزيرة”.

واستدرك الباحث في البيئة والمناخ والتنمية المستدامة بأن “ارتفاع درجات الحرارة بالمنطقة كنتيجة لتغير المناخ، يمكن أن يفسر هذه التساقطات”.

وأضاف أقشباب، أن “هذه التساقطات لن تنهي الجفاف الذي دام سبع سنوات بشكل فوري، لكنها أعادت جريان مجموعة من الأنهار والأودية. وبالتالي، فهي ستساهم في إنعاش الفرشة المائية، وترفع حقينة السدود التي عرفت تراجعا كبيرا”، موردا أن “الأمل يحدو الساكنة في أن تشكل هذه التساقطات المطرية بداية النهاية لمرحلة الجفاف الذي أثر بشكل كبير على الموارد المائية السطحية والجوفية للمنطقة”.

وأيد المتحدث ما ذهب إليه نجيب عبد الوهاب من كون “التساؤل المطروح هو كيفية تدبير هذه الأمطار، بالنظر إلى ضعف الاستثمارات في البنية التحتية المائية، وخاصة السدود التلية القليلة بالمنطقة، وهو ما يفرض استثمار هذه المناسبة للتفكير في مضاعفتها حتى يتم استغلال موسمية هذه الأمطار الكثيفة لأجل ضمان الأمن المائي للساكنة التي قاست كثيرا من جراء الظرفية المائية الحرجة التي عمقت معاناتها”.

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


لا توجد مقلات اخرى

لا توجد مقلات اخرى

نستخدم ملفات الكوكيز لنسهل عليك استخدام موقعنا الإلكتروني ونكيف المحتوى والإعلانات وفقا لمتطلباتك واحتياجاتك الخاصة، لتوفير ميزات وسائل التواصل الاجتماعية ولتحليل حركة الزيارات لدينا...لمعرفة المزيد

موافق