لفت النائب البرلماني مولاي المهدي الفاطمي الانتباه إلى التحديات المتزايدة التي تواجه مربي النحل ومنتجي العسل في المغرب، مشيرًا إلى أن الانخفاض المستمر في أعداد النحل بات يشكل خطرًا لا يهدد فقط قطاع تربية النحل بل يمتد تأثيره ليشمل الزراعة بأكملها.
في سؤال كتابي وجهه إلى وزير الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات، أحمد البواري، أكد المهدي الفاطمي أن النحل يلعب دورًا جوهريًا في المنظومة البيئية والزراعية من خلال مساهمته في تلقيح النباتات وتحسين إنتاجية المحاصيل.
وأشار البرلماني إلى أن السنوات الأخيرة شهدت انخفاضًا ملحوظًا في عدد خلايا النحل، موضحًا أن هذا التراجع يعود لأسباب متعددة، من بينها الاستخدام المفرط للمبيدات الحشرية، خاصة المبيدات من نوع “النيونيكوتينويدات”، التي تتسبب في تسمم النحل وضعف جهازه العصبي. كما أكد أن التغيرات المناخية، بما فيها ارتفاع درجات الحرارة والجفاف، تؤدي إلى نقص مصادر التغذية الطبيعية للنحل، مما يؤثر سلبًا على قدرته على البقاء والتكاثر.
إقرأ ايضاً
وتطرق الفاطمي أيضًا إلى الصعوبات الاقتصادية التي يعاني منها مربي النحل نتيجة ارتفاع تكاليف الإنتاج، مثل تغذية النحل والاعتناء به، خاصة خلال فترات الجفاف أو عندما تقل مصادر الأزهار. وأضاف أن هذه التحديات تنعكس بشكل مباشر على إنتاج العسل، مما قد يؤدي إلى ارتفاع أسعاره وانخفاض جودته في الأسواق.
وطالب النائب الوزير بتوضيح الخطوات التي تنوي الوزارة اتخاذها للتعامل مع أزمة تراجع أعداد النحل، خصوصًا في ظل استخدام المكثف للمبيدات الحشرية والتداعيات الناتجة عن التغيرات المناخية. كما استفسر عن وجود برامج دعم مخصصة لمربي النحل لمساعدتهم في مواجهة التقلبات الاقتصادية والمناخية وتأمين استمرارية الإنتاج. وتساءل كذلك حول ما إذا كانت الوزارة تعمل على تعزيز الزراعة البيئية التي تحافظ على النحل وتضمن استدامة التنوع البيولوجي، مستفسرًا عن السياسات المعتمدة لتحقيق هذه الأهداف.
