شهدت جهة فاس-مكناس في الأسابيع الأخيرة هطولات مطرية هامة عززت الأمل لدى الفلاحين وساهمت بشكل ملموس في تحسين الوضع الزراعي، وخاصة للزراعات الربيعية التي تعتمد بشكل أساسي على مياه الأمطار. وفقاً لأخصائيي القطاع، جاءت هذه الأمطار بعد فترة من الجفاف النسبي، مما ساهم في زيادة رطوبة التربة، ووفرت ظروفاً مثالية لإنبات محاصيل الربيع مثل القطاني والذرة والشعير والشمندر السكري ونوار الشمس، إلى جانب الخضروات الموسمية والبقوليات. كما أدّت هذه الأمطار إلى انتعاش المراعي الطبيعية، مما سينعكس إيجابياً على تربية الماشية ويقلل من أعباء الأعلاف المكلفة في ظل ارتفاع أسعارها.
وأشار بوشتى كرابش، أحد الفلاحين في دوار غوازي بقرية با محمد، إلى أن أمطار أبريل كانت حاسمة في إنقاذ الموسم الربيعي، مما ساهم في تحسين المؤشرات التقنية والإنتاجية لعدة زراعات. وأضاف أن استمرار الهطولات بشكل منتظم في الأسابيع القادمة سيزيد من فرص نجاح الموسم الفلاحي بشكل عام في جهة فاس-مكناس.
وبالنسبة للفلاحين المحليين الذين يتابعون بارتياح مظاهر انتعاش الغطاء النباتي، فإن هذه الأمطار تعد بموسم إنتاجي وفير وجيد الجودة، مع استقرار أفضل في تموين الأسواق المحلية في الأشهر القادمة. كما يطالبون بمواصل تتبع العمليات التقنية ودعم الفلاحين عبر توفير البذور والمبيدات اللازمة وتسهيل الوصول إلى الدعم الفلاحي والمواكبة الميدانية لضمان استثمار فعّال لهذه الأمطار.
المساحات المزروعة بالحبوب والقطاني شهدت تحسناً ملحوظاً في الكثافة والوضع الصحي، حيث بلغت نسبة إنجاز برامج الزرع 94% من الأهداف المحددة في إقليم تاونات وحده، وفقاً لأرقام رسمية.
إقرأ ايضاً
لم تقتصر آثار الأمطار على الزراعات الموسمية فقط، بل تحسنت أيضاً حالة الأشجار المثمرة مثل الزيتون واللوز، والتي شهدت نمواً سريعاً وإزهاراً جيداً، مما يبشر بمحصول وافر في الأشهر المقبلة.
تُعد جهة فاس-مكناس من أهم الأقاليم الزراعية في المملكة بفضل تنوع مناخها وثراء تربتها، حيث تساهم بشكل كبير في الإنتاج الوطني للحبوب والخضروات والفواكه والزراعات الموسمية، بالإضافة إلى قطاع تربية الماشية. وهذا الانتعاش الزراعي في الجهة يُعد عاملاً إيجابياً يدعم الاقتصاد المحلي ويعزز الأمن الغذائي، ويؤثر بإيجابية على مستويات الحياة الاقتصادية والاجتماعية.
