يتواصل كشف تفاصيل الحكم القضائي الذي كانت سباقة لنشره بشكل حصري، والذي يعتبر سابقة بالقارة الإفريقية والمنطقة العربية، المتمثل في إصدار الغرفة الابتدائية بالمحكمة الإدارية بالرباط، حكما يقضي بـ”أداء الدولة المغربية (وزارة الصحة والحماية الاجتماعية) لفائدة المدعية الدكتورة الباحثة بكلية ابن طفيل، نجاة التواتي، تعويضا قدره 250.000،00 درهم بسبب الأضرار الصحية التي لحقتها جراء تلقيها بلقاح أسترازينيكا.
المعطيات الجديدة من محمد قطاية، محامي الدكتورة التواتي، تفيد أن المدعية؛ نجاة التواتي، إستفادت من تلقيح استرازينيكا بتاريخ 2021/02/0؛ لتتعرض مباشرة لمضاعفات من قبيل احمرار، تنمل، هبات ساخنة، قبل أن تصاب بعد عشرة أيام بألم الرجلين من أسفل القدمين إلى الحوض نقلت على إثره إلى مصحة وتمت معاينتها وسمح لها بالخروج، ليتفاقم وضعها من جديدة بتاريخ 2021/02/20 لتربط الاتصال بطبيب الطوارئ الذي عاينها وحقنها بالكالسيوم.
وتفيد المعطيات التي اعتمدت عليها هيئة الحكم، أن المدعية تفاقم وضعها من جديدة يوم 2021/02/23، حيث أصيبت بوجع حاد وشلل الأطراف السفلية وتنملات وشلل في الوجه، مما إضطرها للذهاب إلى مستشفى السويسي بالرباط، وتم تشخيص حالتها هناك بمتلازمة “غيلان باري”، ثم بعد ذلك تمت معاينتها من طرف الدكتور نجيب بوطالب وشخص حالتها، ليتأكد أنها تعاني من شلل الوجه المزدوج وشلل في الأطراف السفلية مع فقدان ردة الفعل، مما استوجب القيام بالتخطيط الكهربائي للعضلات، وطلب منها إعادة التخطيط بعد 15 يوما، وقد تم بالفعل إعادته؛ إلا أنه لم يظهر علامات المرض.
بناء على ما سبق، جرى تشخيص المرض كلينيكيا وأخذ عينة من ماء النخاع الشوكي، فثبت فيها أنها تعاني من متلازمة “غيلان باري” بصفة لا شك فيها، الأمر الذي يستوجب العلاج.
ويضم الملف الطبي للدكتورة نجاة التواتي شهادة طبية تثبت أنها تعرضت للمتلازمة المذكورة، وشهادة أخرى من توقيع الدكتور نجيب بوطالب لتفادي تلقي الجرعة الثانية من لقاح كورونا بعد تعرضها لمضاعفات على خلفية تلقيها الجرعة الأولى، وشهادة موانع اللقاحات من وزارة الصحة والحماية الاجتماعية، وتقرير طبي يفيد العلاج في المستشفى وتقريرين طبيين للتخطيط الكهربائي للعضلات وحصص الترويض الطبي.
إقرأ ايضاً
وأكد الخبير الذي عاين حالة المدعية أنه بعد دراسة دقيقة للأبحاث العلمية التي ظهرت بعد فيروس كورونا أن ما أصيبت به الضحية من متلازمة “غيلان باري” جاء نتيجة تلقيح كورونا، وقد توقفت عن ممارسة مهنتها منذ 2021/02/23 إلى غاية أبريل 2022، مشيرا إلى أنه بعد الفحص السريري تبين فقدان عضلة الوجه لقوتها واسترجاع ردة الفعل وأصيبت الضحية بتوتر واكتئاب نتيجة هذه الحالة النفسية التي تمر منها، وتعاني حاليا من فقدان قوة عضلة الجانب الأيسر من الوجه وتوتر واكتئاب واضطرابا في النوم وصداع الرأس، وأن العجز الكلي المؤقت هو 432،00 يوما ونسبة العجز الجزئي الدائم هي ٪15.
لكل ما سبق، قضت الغرفة الابتدائية بالمحكمة الإدارية بالرباط، بداية شهر فبراير من هذه السنة، بـ”أداء الدولة المغربية (وزارة الصحة و الحماية الاجتماعية) لفائدة المدعية تعويض قدره 250.000،00 درهم وتحميلها المصاريف في حدود المبلغ المحكوم به و رفض باقي الطلبات”.
وكانت الأستاذة الجامعية نجاة التواتي، قد كشفت ، أنها أصيبت بشلل في أطراف جسدها السفلى وعلى مستوى وجهها بعد استفادتها من لقاح أسترازينيكا بمركز الجامعة، معتبرة أن اللقاح تسبب لها في التهاب الجهاز العصبي ما تسبب في تأثر حركية وجهها وأطراف جسدها السفلى.
وأكدت التواتي، أن “الأطباء المشرفين على حالتها تواصلوا مع عدد من المسؤولين على مستوى وزارة الصحة، إلا أنه لم تكن استجابة من طرف الوزارة المعنية للنداء الذي أطلقه الأطباء”، لحسبها، مشددة على أنها “قاربت من الموت بسبب مضاعفات اللقاح”.
