هذه هي الضربة المغربية في افريقيا التي تثير غضب الجزائر؟

تعتبر المشاريع العملاقة التي يقودها المغرب و نيجيريا في إفريقيا علامة فارقة في تطور القارة، كأنبوب الغاز المغرب- نيجيريا مثلا، وتهدف هذه المبادرات إلى تعزيز البنية التحتية و التنمية الاقتصادية والتكامل الإقليمي، مما أدى إلى تحول استراتيجي في المشهد السياسي والاقتصادي للقارة.

لكن هذه النجاحات المغربية لا تخلو من حسد وغيرة الجيران، حيث اظهرت “التشنجات” الجزائرية وردود افعالها بعد انتخاب مرشحتها لمنصب نائب رئيس المفوضية الافريقية، امس السبت، بمقر الاتحاد الافريقي باديس ابابا، أن هذه المشاريع قد أثارت غضب الجزائر، التي ترى فيها تحديًا لموقعها القيادي في المنطقة.

إذ يُعتبر المغرب أحد اللاعبين الرئيسيين في التنمية الاقتصادية بإفريقيا بفضل المشاريع العملاقة التي ينفذها في مجالات الطاقة المتجددة، البنية التحتية، و التعاون الزراعي.

وأصبح المغرب مركزا لوجستية رئيسية يربط بين اوروبا وافريقيا، كما يسعى لتطوير الزراعة المستدامة عبر تبادل التكنولوجيا الزراعية مع العديد من الدول الأفريقية، وخاصة في مجالات الري و تحسين الإنتاج الزراعي. أما في الجانب السياسي والدبلوماسي، فقد تمكن المغرب من تعزيز علاقاته مع العديد من الدول الإفريقية من خلال الاستثمارات الاقتصادية و المنح التعليمية، ما جعله من أبرز القوى المؤثرة في القارة.

إقرأ ايضاً

وعلى الرغم من أن الجزائر تتوفر على اموال البترول، إلا أن المشاريع العملاقة التي يقودها المغرب و نيجيريا في القارة بدأت تثير حسد الجيران، إذ يرى الكثير من المراقبين أن هذه المشاريع تشكل تحديًا حقيقيًا لطموحات الجزائر في أن تكون القوة الضاربة و الرائدة في إفريقيا.

بينما تواصل الجزائر مساعيها لتطوير قطاعات مثل الطاقة المتجددة و البنية التحتية، تواجه البلاد تحديات كبيرة، بما في ذلك الاستثمار المحدود في القطاعات غير النفطية والغازية، بالإضافة إلى الركود الاقتصادي الذي أثّر على تطور مشاريعها الداخلية، في المقابل، تواصل كل من المغرب و نيجيريا جلب الاستثمارات الدولية، ما يتيح لهما تعزيز سيطرتهما على أسواق القارة وجلب الدعم للمشروع العملاق لنقل الغاز من نيجيريا الى المغرب ثم الى اوربا.