قال رئيس الغرفة الفلاحية لجهة سوس ماسة، يوسف الجبهة، إن الفلاح المغربي، والفلاح السوسي بصفة خاصة، أبان عن قدرة مثيرة للإعجاب في التأقلم مع عدة أزمات، لعل أبرزها أزمة نقص المياه والتقلبات المناخية وكذا الأمراض والفيروسات و”التي تتجدد وتتحول بشكل سريع”.
وأكد الجبهة، بأكادير، خلال كلمة بندوة حول “تدبير الموارد المائية/ الحلول/ التقنيات/ المستجدات”، ضمن فعاليات المعرض الوطني للمنتوجات الفلاحية، أن فلاحي منطقة سوس كانوا مجبرين على التأقلم مع أزمة نقص المياه، والاستعانة بالمياه التي تنتجها محطة التحلية باشتوكة، والتي دخلت للخدمة في دجنبر 2022، مؤكدا أن اختيار هذه المحطة “كان استراتيجيا وليس لأن فلاحي سوس زوينين”.
وأوضح رئيس الغرفة الفلاحية لجهة سوس ماسة، أن اشتوكة تعد المنطقة الوحيدة التي تزود السوق الوطنية بالكثير من المنتجات الفلاحية، وبالتالي فهي تحافظ على الأمن الغدائي والسياسة الغذائية، ناهيك عن فرص الشغل التي توفرها (20 مليون يوم عمل).
وأردف الجبهة “مثلا يمكن للمغرب استيراد البطاطس في حالة عدم القدرة على إنتاجها، لكن من المستحيل أن يستطيع المغرب تحمل تكلفة استيراد البصل”، مشيرا إلى أنه في الوقت الذي تبلغ أسعارها بالأسواق الوطنية 5 دراهم ويبدأ المغاربة بالاستغراب من أسعارها، تتراوح أسعارها في أوروبا بين 2 و2.5 أورو (20 و25 درهما تقريبا).
وأكد في السياق ذاته أن المغرب لا يمكنه استيراد البصل، “ببساطة لأن المواطن لا يمكن أن يدفع تكلفته، والتي يمكن أن تصل ل40 درهما بعد إضافة مصاريف الشحن والنقل، “لذلك الفلاح السوسي يعي أنه من الضروري والمؤكد الحفاظ على الإنتاج وهذا الخير الذي منحنا الله إياه والحفاظ على مكانة المملكة بالأسواق العالمية”.
إقرأ ايضاً
وسجل المسؤول أن تكلفة إنتاج المنتجات الفلاحية لا أحد يتحكم فيها، بما في ذلك الفلاح، لافتا إلى أن ذلك مرتبط بعوامل خارج عن إرداته مثل الجو والسلامة “مثلا إذا كان الجو مناسبا يمكن للفلاح أن يرفع إنتاجه ل200 طن بنفس تكلفة 100 طن في حالة العكس، وأيضا هو غير مسؤول عن الفيروسات والأمراض الجديدة التي يمكن أن تصيب المحاصيل”.
وأورد أن الفلاح السوسي استطاع مواجهة مختلف الأزمات، وطور طرق ووسائل مواجهتها، مبرزا أن أغلب فلاحي المنطقة (حوالي 60 في المئة منهم) لم يعودوا يزرعون في التراب، ولجؤوا لطرق حديثة تمكنهم من الاقتصاد في استعمال الماء للسقي، مؤكدا أن هكتارا من الحوامض كان يحتاج قبل استعمال تقنية الري بالتنقيط 15 ألف متر مكعب، ثم تم تقلصيها إلى ما بين 3000 و10 آلاف متر مكعب، واليوم فقط يستهلك ما بين 4000 و5000 متر مكعب.
وكان وزير الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات، محمد صديقي، قد أكد المكانة الهامة التي تحظى بها جهة سوس ماسة في إطار استراتيجية الجيل الأخضر، باستثمار إجمالي قدره حوالي 24.6 مليار درهم لإنجاز 234 مشروعا لفائدة 320 ألف فلاح، وتوفير حوالي 51 مليون يوم عمل.
وأشار إلى الظرفية المناخية الاستثنائية التي تتسم بقلة التساقطات المطرية بالجهة وانعكاساتها على الأنشطة الفلاحية، مستحضرا برامج الوزارة لدعم سلاسل الإنتاج الحيواني والنباتي والمحافظة على القطيع والمغروسات.