رد وزير الخارجية الإسباني خوسيه مانويل ألباريس على المخاوف التي أعرب عنها بعض أعضاء مجلس الشيوخ يوم الثلاثاء، 25 مارس الجاري، بشأن منح المغرب رخصة لشركة إسرائيلية للتنقيب عن النفط قبالة سواحل الصحراء المغربية.
خلال جلسة مجلس الشيوخ، تناول ألباريس تساؤلات النواب وحاول تهدئتهم من خلال توضيح أن عمليات التنقيب تتم خارج المياه الإقليمية الإسبانية. وأشار إلى أن هذا الموضوع يندرج ضمن مناقشات فريق عمل مشترك بين المغرب وإسبانيا لترسيم الحدود البحرية، وهو ما أثار جدلا بينه وبين بعض الأعضاء الذين ظلوا غير مقتنعين بتلك التطمينات.
وأكد ألباريس، أثناء جلسة المراقبة الحكومية، أن التنقيب الذي يقوم به المغرب في الصحراء المغربية لا يشمل مناطق داخل السيادة الإسبانية أو تحت ولايتها. وكان تصريحه ردا على استفسار السيناتور بيدرو مانويل سانجينيس، ممثل ائتلاف الكناري، الذي طلب توضيحات حول ترخيص منحته الحكومة المغربية لشركة “NewMed Energy” الإسرائيلية متعددة الجنسيات للتنقيب على بعد 200 كيلومتر من سواحل جزر الكناري.
لفت السيناتور سانجينيس إلى أن حكومة إسبانيا، خلال فترة الحزب الشعبي قبل أكثر من عقد، كانت قد دفعت نحو التنقيب في المياه العميقة لجزر الكناري رغم المخاطر البيئية المحتملة. لكنه أقر في ذات الوقت بأن لكل دولة الحق في استغلال مواردها داخل مناطق سيادتها، مؤكدًا أن المياه المعنية بالتنقيب هنا لا تخضع لإسبانيا.
في رده، أوضح ألباريس أن الحكومة الإسبانية تراجع بشكل شامل جميع التراخيص المماثلة وأن الترخيص الحالي يقع خارج ولاية إسبانيا ذات السيادة. وأضاف أن هناك فريق عمل مشترك مع المغرب يعمل على ترسيم الحدود البحرية، مشيرا إلى أن هذه المسائل تُحل وفق القانون الدولي كما نصت عليه اتفاقية الأمم المتحدة لقانون البحار.
إقرأ ايضاً
مع ذلك، لم يقتنع السيناتور سانجينيس تمامًا بردود ألباريس واعتبر أنها تعكس تغييرا أحادي الجانب في موقف الحكومة الإسبانية بقيادة بيدرو سانشيز تجاه قضية الصحراء المغربية. ورد ألباريس بأن المغرب وموريتانيا والسنغال وغامبيا والرأس الأخضر هي دول محورية في سياسة إسبانيا الخارجية نظرًا لأهميتها بالنسبة لجزر الكناري.
كما استشهد ألباريس بتصريحات رئيس جزر الكناري فرناندو كلافيجو، الذي أشاد بالبيان المشترك الصادر في أبريل الماضي بين مدريد والرباط ووصفه بأنه يمثل أفضل إطار تعاون تاريخي بين البلدين. ودعا السيناتور إلى تبني موقف رئيس الجزر الذي أعرب عن دعمه الكامل لسياسة الحكومة الإسبانية تجاه ملف الصحراء المغربية.
يأتي هذا النقاش الساخن في أعقاب منح المغرب تراخيص جديدة للتنقيب عن النفط والغاز لشركتي “NewMed Energy” الإسرائيلية و”Adarco” المغربية في منطقة بوجدور بالصحراء المغربية، والتي تقع بالقرب من سواحل جزر الكناري.
