أفادت المديرية العامة للأرصاد الجوية أنه ابتداء من هذه السنة تم تمديد فترة عمليات تلقيح السحب (الاستمطار) طول السنة، والتي ستتم بالاعتماد على وسائل مختلفة للاستفادة من جميع الحالات المواتية، وذلك بهدف زيادة نسبة التساقطات المطرية والثلجية، وتعزيز الأمن المائي ودعم القطاع الفلاحي وتحسين الظروف الاجتماعية والاقتصادية، وكذا التخفيف من آثار الجفاف.
وأوضحت أن عملية الاستمطار تتم ضمن برنامج الغيث”، وهو مشروع علمي وطني يهدف إلى زيادة التساقطات المطرية والثلجية عبر تقنية الاستمطار الصناعي، مبرزة أن البرنامج المذكور مدعوم بتقنيات حديثة وتعاون دولي، ويعتمد على طائرات لتلقيح السحب بالإضافة إلى مولدات أرضية.
وخلافا لما تم ترويجه من طرف وسائل إعلام أجنبية، أكدت المديرية أنه بالنسبة لعملية الاستمطار الاصطناعي لبرنامج الغيت، فإنها تخضع لبرنامج علمي دقيق وبمعاير عالمية بحيث يتم مراقبة الحالة الجوية وتحليلها بدقة.
كما سجلت مديرية الأرصاد أكدت أنه يتم اجتناب عمليات تلقيح السحب في الحلات القصوى التي يمكن أن تشكل خطورة “فخلال الحالات الجوية القصوى التي عرفتها مناطق الأطلس والسفوح الجنوبية الشرقية خلال هذا الشهر لم يتم تلقيح السحب”.
وذكر المرصد ذاته أن برنامج الاستمطار في المغرب بدأت عام 1984 بمبادرة من الملك الراحل الحسن الثاني بعد سنوات من الجفاف (1979-1983)، لافتة إلى أن البرنامج يتضمن ثلاث مراحل، أولها التجريب والتنفيذ (1984-1989)، التقييم والتأكيد (1990-1995)، والتشغيل (منذ 1996).
وقالت إن أهداف برنامج الغيث ذات أهمية وطنية، وتؤثر على جميع القطاعات الاجتماعية والاقتصادية في البلاد، مؤكدة أنه من أجل ذلك تم تشكيل لجنة وطنية عليا توجيهية لتنسيق البرنامج، وتتكون من الدرك الملكي والقوات الملكية الجوية والإدارة الوطنية للدفاع، وزارة الداخلية ووزارة التجهيز والماء، ممثلة بالمديرية العامة للأرصاد الوطنية.
وأبرزت أن تنفيذ عمليات البرنامج عبر وسائل متعددة، بما في ذلك الوسائل الجوية حيت يتوفر البرنامج على طائرتين لتلقيح السحب طائرة مختبر King Air 200 لتلقيح السحب الطبقية باستعمال خرطوشات مكونة من الملح او نترات الفضة. وتتوفر هذه الطائرة على مستشعرات لرصد المعطيات الجوية والخصائص الميكروفيزيائة للسحب لتحسين عملية التلقيح. وطائرة Alpha-jet تستخدم لتلقيح السحب الركامية.
وأضافت المديرية العامة للأرصاد الجوية موضحة :”كما يتم استعمال وسائل الأرضية حيت يتوفر البرنامج على 20 موقعا ارضيا مجهزا بمولدات أرضية لتلقيح السحب موزّعة على ثلاثة مراكز بني ملال، أزيلال والحاجب”.
وسجلت أن تنفيذ التدخلات في هذه المواقع يتم عبر 20 مولدًا على الأرض، بالإضافة إلى 3 مولدات متنقلة تُستخدم بشكل متفرق للتدخلات الخاصة. إذ يتم تثبيتها في المرتفعات الجبلية وتستخدم مزيجًا يحتوي على يوديد الفضة ينتشر في الهواء أو تنقله التيارات الصاعدة نحو السحب.
ولدعم التدخلات الميدانية، أكدت المديرية العامة للأرصاد الجوية أنها وضعت كل الوسائل اللازمة تحت تصرف برنامج الغيث، ومنها شبكة كتيفة من المحطات الرصدية السينوبتيكية و الأوتوماتكية ونماذج رقمية دقيقة تصل دقتها إلى 1.5 كم على مستوى البلاد، وشبكة رادارات تغطي مناطق تدخل البرنامج وبيانات الأقمار الصناعية على مستوى البلاد، بالإضافة إلى محطة متنقلة لاستقبال بيانات الأقمار الصناعية.
ولفتت المديرية في توضيحاتها للجريدة في السياق ذاته، أن برنامج الغيث يتوفر على وسائل أخرى للمراقبة الميكروفيزيائية مثل مقياس الإشعاع وجهاز قياس كميات الأمطار بالطيف وأنظمة المراقبة في المراكز والمواقع.
وكشفت أنه في إطار التخفيف من آثار الجفاف، تم إصدار توجيهات عليا من الحكومة لمعالجة هذه المشكلة من خلال العديد من المشروعات، من بينها تحسين برنامج الغيث عبر توقيع اتفاقية لتأهيل وتوسيع البرنامج بمساهمة وزارة التجهيز والماء، ووزارة الداخلية، ووزارة الاقتصاد والمالية، ووزارة الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات، وإدارة الدفاع الوطني، والدرك الملكي (اللجنة العليا الوطنية لبرنامج الغيث) على عدة محاور بهدف تحسين وتعزيز البرنامج المذكور.
وأوضحت أن هذه الجهود تهدف لتحقيق عدد من الإجراءات، أولها التوسع الجغرافي للمراكز الأرضية، والذي يتضمن إنشاء أربعة مراكز أخرى و24 موقعًا في كل من مناطق تازة وخنيفرة وتانسيفت وسوس؛ مما سيتيح تعميم التدخلات على جميع سلاسل جبال الأطلس في البلاد، إلى جانب التوسع الزمني.