قال محمد أوجار، عضو المكتب السياسي لحزب التجمع الوطني للأحرار، في رده على إشارات التصعيد الجزائرية، أن المغرب قوة عسكرية ضاربة، مفيدا أنه مع ذلك لن يسمح بجر المنطقة إلى حرب مفتوحة، مطالبا الأمم المتحدة وهيئة المينورسو بإيقاف مناوشات البوليساريو والعمل على إخراج الملف من اللجنة الرابعة.
وأفاد محمد أوجار، خلال حوار استضافته مؤسسة الفقيه التطواني “تعودنا على استفزازات الجزائر منذ سنة 1963 وما أعقبها، لكن هذه الاستفزازات لم تصل يوما إلى هذه الدرجة من الحدة والبحث عن الصدام المباشر”.
وذكر أن المغرب وملوكه كانوا دائما ملوك الحكمة والرزانة وضبط الأعصاب، مفيدا أن المغرب لم يذهب “في التعاطي مع الاستفزازات الجزائرية منذ مغالا والهجومات المباشرة إلى آخر المناوشات التي حدثت في المحبس قبل يومين”.
وتابع أوجار: “نحن اليد الممدودة، ونحن دولة النبل التي تكن للشعب الجزائري الشقيق كل المحبة، ونفصل بينه وبين الجنرالات الذين يتاجرون بمتاعبه”، مشددا “لابد أن نذكر أن بلدنا قوة عسكرية ضاربة وأن حماية الحدود المغربية عملية يومية تقف عليها يقظة القوات المسلحة الملكية مدعومة بالتوافق الوطني القوي وراء الملك”.
ولفت إلى أن مناوشات جبهة البوليساريو “يتم القضاء عليها بشكل فوري وبالوسائل المناسبة”، مشددا على أن “المغرب لن يجر المنطقة إلى حرب مفتوحة والقوى الدولية الكبرى لن تسمح بإضافة أزمة أخرى إلى الأزمات المنتشرة عبر العالم”.
إنهاء ملف الصحراء
ومن جهة اخرى، وبخصوص ملف الصحراء المغربية، قال أوجار إن الملك قال في خطابه إن الامم المتحدة يجب أن تتحمل مسؤوليتها، مفيدا أن “المغرب توجه للجنة الرابعة في أواسط الستينيات وسجل الملف لمطالبة السلطات الاسبانية باسترجاع هذه الافاليم لترابه الوطني، وهذا المبرر التاريخي الذي أوجد ملف الصحراء على جدول لجنة تصفية الاستعمار”.
ودعا أوجار المغرب إلى “التفكير في أكثر الصيغ المناسبة بتوافق مع مجلس الأمن والأمين العام للأمم المتحدة لإخراج هذا الملف من التداول في إطار اللجنة الرابعة بعد الاعترافات بمغربية الصحراء والتغيرات الاستراتيجية”، مشددا “لم يعد هناك أي مبرر لكي يستمر هذا الملف أمام هذه اللجنة”، معتبرا أن “الاستعمار تمت تصفيته منذ المسيرة الخضراء وأن الصحراء مغربية ولا نقاش في ذلك بل في نزاع وتوتر مع الجزائر”.
وشدد على ضرورة تفعيل بعثة المينورسو وظائفها واختصاصاتها وأبرزها مراقبة وقف إطلاق النار، مضيفا أن المناوشات التي تقوم بها البوليساريو عسكريا لا تمثل شيئا لكن من الناحية المسطرية هي خرق لاتفاق وقف إطلاق النار، ويجب على المينورسو تحمل مسؤوليتها وتوقف الاستفزاز.
إقرأ ايضاً
وأبرز أنه “لدى الامم المتحدة آليات متعددة منها المفوضية السامية لشؤون اللاجئين، مفيدا أن مخيمات تيندوف بها لاجئين من مختلف الدول، ودائما المغرب يطالب بإحصاء الساكنة، وهذا مسؤولية الامم المتحدة لتفرض على هذا الجزائر إجراء عملية الاحصاء ليعرف المنتظم الدولي وجميع الاطراف العدد”.
الجزائر لن تعزل المملكة مغاربيا
وفيما بالاجتماعات التي تباشرها الجزائر مع تونس وليبيا لعزل المغرب عن عمقه المغاربي، أفاد أوجار أن المغرب هو الذي احتضن الثورة الجزائرية وساندها وزودها بالسلاح والرجال وبالمال، والمغرب شريك في صنع نجاحات الثورة الجزائرية، رغم تنكر الجنرالات لهذا التاريخ.
وتابع من جهة أخرى “نحن انخرطنا بقوة في كل الجهود لبناء ليبيا ما بعد القذافي، والمغرب انخرط دبلوماسيا وسياسيا بقوة، حتى أن الوثيقة الأساسية اليوم لدى الليبيين هي اتفاق الصخيرات”، مفيدا أن “المغرب يسعى لدعم حل ليبي-ليبي ولا يريد أن يتمترس مع جهة ضد أخرى”، مضيفا أن الجزائر تحاول جر مجلس الرئاسة، لكن هذا الأخير لا يمثل شيئا في ليبيا مع الاحترام للمؤسسات الليبية، وليبيا لن تكون طرفا في أي مغرب عربي ليس فيه المغرب.
وأورد عضو المكتب السياسي للتجمع الوطني للأحرار أن “تونس تعيش وضعا صعبا وأزمة اقتصادية وسياسية وظروفا تجعل التأثير الجزائري حاضرا في القرار السياسي التونسي، مفيدا ان المغرب يتابع هذه الأوضاع بيقظة”.
وشدد “لن تنجح الجزائر في عزل المغرب”، موضحا أن “المغرب بلد قوي بعلاقات ثنائية قوية مع موريتانيا، وحتى مع تونس التي تم الحفاظ معها على العلاقات الاقتصادية والتجارية والانسانية، ولابد ان نجد الحلول المناسبة لإحياء حلم المغرب العربي”.