يد خليجية بيضاء تبحث صلحا تاريخيا بين المغرب و الجزائر؟

8 مايو 2025آخر تحديث :
يد خليجية بيضاء تبحث صلحا تاريخيا بين المغرب و الجزائر؟

أريفينو.نت/خاص
اختتم سلطان عمان، هيثم بن طارق، زيارة رسمية إلى الجزائر، تميزت بلقاءات ثنائية مكثفة وتوقيع اتفاقيات اقتصادية وتنموية. إلا أن ما لفت انتباه المتابعين بشكل خاص هو خلو البيان الختامي للزيارة من أي إشارة لنزاع الصحراء المغربية، وهو ملف ذو حساسية بالغة بالنسبة للجزائر ويرتبط بشكل مباشر بتوتر علاقاتها مع المغرب.

هذا الصمت الدبلوماسي، عند وضعه في سياق سياسة الحياد النشط التي تنتهجها سلطنة عمان، أثار تساؤلات حول ما إذا كانت مسقط تستعد للعب دور الوسيط بين الرباط والجزائر. ويعزز هذه التكهنات الرصيد التاريخي للسلطنة في لعب أدوار الوساطة بهدوء دبلوماسي معهود، مستثمرة في علاقاتها المتوازنة مع الطرفين.

وفي هذا الإطار، يرى خبراء في العلاقات الدولية أن الزيارة العمانية للجزائر تحمل دلالات تتجاوز التعاون الاقتصادي المعلن. ويعتقد هؤلاء الخبراء أن حجب ملف الصحراء من البيان الختامي ليس مجرد مصادفة، بل قد يكون مؤشراً على سعي عمان للنأي بنفسها عن الاستقطاب الحاد في المنطقة، وربما تمهيداً لمقاربة وسطية لم تُعلن تفاصيلها بعد.

ويشيرون إلى أن السياسة الخارجية العمانية قامت تاريخياً على مبدأ التهدئة وبناء الجسور بين الفرقاء، سواء في منطقة الخليج أو على المستوى العربي الأوسع، مما يجعلها مؤهلة نظرياً للعب دور مماثل في الأزمة المغربية الجزائرية. ويُذكر أن مسقط، رغم تعبيرها في مناسبات سابقة عن دعمها لمبادرة الحكم الذاتي تحت السيادة المغربية، حرصت على الحفاظ على علاقات قوية مع الجزائر، وهو توازن قد يتيح لها التوسط دون اتهام بالانحياز.

إقرأ ايضاً

ويُحتمل، بحسب المراقبين، أن يكون غياب ملف الصحراء عن البيان الرسمي مؤشراً على أنه نوقش في الكواليس بشكل غير رسمي، لتجنب إحراج الجزائر، وربما كخطوة أولى نحو مسار حوار غير معلن. ويتوقعون أن أي وساطة عمانية محتملة لن تكون سريعة أو مباشرة، بل ستتخذ شكل “دبلوماسية هادئة” تركز على إعادة بناء الثقة وتشجيع خطوات تدريجية، قبل الخوض في الملفات الخلافية الكبرى.

ويؤكد الخبراء أن نجاح أي وساطة، إن انطلقت فعلاً، سيبقى مرهوناً بمدى استعداد الجزائر لتجاوز المواقف الإيديولوجية، ومدى استعداد الرباط للانخراط في حوار إقليمي حقيقي. ويحذرون من التفاؤل المفرط، نظراً لتعقيدات الأزمة التي تتجاوز ملف الصحراء لتشمل توازنات إقليمية وتحالفات دولية وتراكمات تاريخية من انعدام الثقة. ومع ذلك، فإن وجود وسيط مقبول دبلوماسياً مثل سلطنة عمان قد يمثل فرصة للمساهمة في تذويب الجليد على المدى البعيد، شرط توفر الإرادة السياسية اللازمة لدى الأطراف المعنية.

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


لا توجد مقلات اخرى

لا توجد مقلات اخرى

نستخدم ملفات الكوكيز لنسهل عليك استخدام موقعنا الإلكتروني ونكيف المحتوى والإعلانات وفقا لمتطلباتك واحتياجاتك الخاصة، لتوفير ميزات وسائل التواصل الاجتماعية ولتحليل حركة الزيارات لدينا...لمعرفة المزيد

موافق