رهائن القطيعة.. كيف اغتالت السياسة التعاون العلمي بين مثقفي المغرب والجزائر؟

أريفينو.نت/خاص

في تحقيق أجرته صحيفة “لوموند” الفرنسية، تم تسليط الضوء على إحدى أبرز الضحايا الصامتين للقطيعة الدبلوماسية بين المغرب والجزائر، وهم الأكاديميون والباحثون من كلا البلدين الذين وجدوا أنفسهم “رهائن عاجزين” أمام هذا الطلاق السياسي، مما أدى إلى توقف شبه تام للتعاون العلمي وخلق فراغ معرفي كبير.

من تمنراست إلى نكوص.. شهادة عالم آثار على عصر ذهبي ولى!
يروي عالم الآثار المغربي، يوسف بوكبوط، بحسرة بالغة ذكريات العصر الذهبي للتعاون العلمي في سنوات الألفين. يتذكر زيارته “العظيمة” إلى تمنراست بالجزائر سنة 2007، حيث كانت اللقاءات بين باحثي البلدين أمرًا روتينيًا، وكان المعهد الوطني لعلوم الآثار والتراث بالرباط، الذي يدرس فيه، يستقبل العديد من الباحثين الجزائريين. لكن، وكما يقول بوكبوط، “كل هذا انتهى للأسف”. ويحدد نقطة التحول بانتخاب عبد المجيد تبون رئيسًا للجزائر في 2019، حيث تم بعدها إلغاء مشروع حفريات أثرية مشترك كان سيجمع فريقين من البلدين في مقبرة تعود لما قبل الإسلام في أقصى الجنوب الشرقي للمغرب، وذلك بسبب التوتر السياسي والمخاطر الأمنية قرب الحدود. ومنذ ذلك الحين، انقطعت الاتصالات وتوقفت الزيارات بشكل كامل في هذا المجال.

“فراغ معرفي كبير”.. باحثون من الضفتين يروون معاناتهم
لا يقتصر الأمر على علم الآثار، بل يمتد ليشمل كافة التخصصات كالتاريخ وعلم الاجتماع وغيرها. فالقطيعة الدبلوماسية التي أعلنتها الجزائر في 2021 أدت إلى تجميد كافة أشكال التعاون الرسمي. وأصبح من شبه المستحيل على الباحثين الحصول على تأشيرات للمشاركة في ملتقيات أو إجراء أبحاث ميدانية في البلد الآخر. ورغم استمرار بعض التواصل الفردي وغير الرسمي عبر تطبيقات مثل “واتساب”، إلا أن هذا لا يعوض أبدًا غياب المشاريع المشتركة والمؤلفات العلمية الموحدة والندوات الرسمية التي كانت تغني البحث العلمي في البلدين، خاصة في المواضيع التي تتناول تاريخ وتراث المنطقة المشترك.

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button