عبد الرحيم محمد حمو *حمزاوي*: خدمة متواصلة وعطاء بلا حدود في مليلية | أريفينو.نت

عبد الرحيم محمد حمو *حمزاوي*: خدمة متواصلة وعطاء بلا حدود في مليلية

4 نوفمبر 2024آخر تحديث :
عبد الرحيم محمد حمو *حمزاوي*: خدمة متواصلة وعطاء بلا حدود في مليلية

جمال الغازي / ألمانيا

يعدّ الصديق العزيز الأستاذ عبد الرحيم محمد حمو، المعروف بلقب “حمزاوي”، الذي عرفته شخصيا في بداية التسعينات، نموذجا في العمل التطوعي والمجتمعي في مدينة مليلية. فقد خدم أبناء مليلية بكل تفان من خلال أدواره المتعددة كأستاذ وواعظ وسياسي ومسؤول جمعوي، وقد استطاع بأخلاقه الحميدة وطاقته الخلاقة تعزيز التعايش بين الثقافات والأديان في المدينة، مما جعله شخصية مؤثرة تُحترم وتُقدّر.

تميزت مسيرة عبد الرحيم حمزاوي الأكاديمية بالتنوع والعمق. فقد حصل على درجة الماجستير في تدريب المعلمين للتعليم الثانوي والبكالوريا ، التعليم المهني وتدريس اللغات . وأكمل دراسته في مجالات التربية الاجتماعية حيث نال الإجازة من الجامعة الوطنية للتعليم عن بعد (UNED) في عام 2009، إضافة إلى حصوله على شهادات متقدمة في اللغة العربية من المدرسة الرسمية للغات في مليلية، وأخرى في اللغة الفرنسية من مركز تعلم اللغات عن بعد التابع لنفس الجامعة. علاوة على ذلك، فقد أضاف إلى خبراته الأكاديمية أكثر من 50 دبلوما وشهادة تقديرية من مؤسسات متنوعة، معززة لمهاراته في التعليم والإدارة والتواصل.

يتمتع عبد الرحيم بقدرة لغوية استثنائية، حيث يُتقن الأمازيغية والإسبانية كلغتين أم، كما يجيد العربية والفرنسية بطلاقة، إضافة إلى تمكنه من اللغة الإنجليزية بمستوى أساسي. اكتسب هذه المهارات اللغوية المتعددة بفضل سنوات من الدراسة والخبرة العملية في الترجمة والتعليم. وقد جعلت هذه القدرات منه جسرا للتواصل بين الثقافات، وأهّلته لدور ريادي في تنظيم المشاريع وتقديم الحصص التدريبية. إلى جانب مهاراته اللغوية، يتمتع عبد الرحيم بقدرات تنظيمية عالية، ويجيد إدارة الفرق وتطوير برامج التدخل الاجتماعي. كما كان له دور بارز في تحرير المقالات التربوية والمجلات المحلية، مثل مجلة “أتلانتس” الفلسفية، حيث شارك بفعالية في نشر الفكر التربوي والفلسفي في المجتمع.

يمتد عمل عبد الرحيم في المجال الجمعوي لأكثر من 25 عاما، حيث أسس عددا من المنظمات غير الحكومية المحلية، وتولى منصب مهم في احدى جمعيات الأشخاص ذوي الإعاقة لأكثر من عقد من الزمن. وقد كان له دور فعال في دعم المهاجرين القاصرين وذوي الإعاقة، وشارك في تنظيم مؤتمرات حول الحوار بين الأديان والتعددية الثقافية. ومن أبرز مبادراته مشاركته في تنظيم المؤتمر الأول للتعددية الثقافية والحوار بين الأديان الذي نظمته جامعة غرناطة في مليلية. كما ساهم في إعداد أدلة ودراسات مرجعية حول الجمعيات الإسلامية في مليلية، والعمل الميداني ضمن منظمة غير حكومية لتوثيق الأنشطة الثقافية والاجتماعية بالمدينة

إقرأ ايضاً

تمثل جهود عبد الرحيم في تعزيز التعايش بين الأديان والثقافات إضافة قيّمة للمجتمع في مليلية، حيث أطلقت عدة جمعيات ثقافية ودينية اعترافات تكريمية بعمله المميز. وقد أطلق عدة مبادرات مبتكرة، منها الجوائز الأولى للوفاق والتعايش، والمهرجان الأول للموسيقى المقدسة، والمؤتمر الأول للحوار بين الأديان، كما جعل من اليوم العالمي للأديان احتفالا سنويا يُعترف به على مستوى مؤسسات المدينة، مما ساهم في تعزيز روح التسامح والانفتاح. وقد اعتبرته مختلف الطوائف الدينية في مليلية رمزا للحوار البنّاء والتعايش بين الأديان.

ساهم عبد الرحيم في تعزيز المعرفة والفكر في مجال التعددية الدينية والثقافية من خلال إصداراته وكتاباته. من أبرز مؤلفاته كتاب “بناء الجسور. نحو إدارة عامة فعالة للتنوع الديني في مليلية”، وكتاب جماعي شارك فيه بعنوان “حاضر ومستقبل مليلية: استراتيجيات الحكم والسياسات العامة”. كما يعمل حاليا على إصدار كتاب جديد حول الزواج الإسلامي وفق منظور الشريعة الإسلامية والقانون الإسباني، وهو إسهام آخر يعكس اهتمامه بتوثيق الجوانب الثقافية والدينية لمجتمعه.

لم تقتصر جهود عبد الرحيم على العمل الثقافي والجمعوي، بل امتدت إلى الحقل السياسي، حيث شغل منصب نائب *vice concejal *منتخب عن دائرة مليلية في مجلس المدينة لثلاث دورات متتالية. وقد عكست جهوده السياسية اهتمامه البالغ بقضايا الشباب والتعايش بين الثقافات، حيث عزز برامج دعم القاصرين وحقوق المهاجرين، وشارك في العديد من المنتديات والمؤتمرات التي تناولت قضايا اجتماعية ، الاندماج وتعليمية.

لقد ترك الأستاذ عبد الرحيم حمزاوي بصمة لا تمحى في مدينة مليلية، حيث كان ولا يزال نموذجا يحتذى به في العطاء والتفاني. تنوعت إنجازاته ما بين العمل الأكاديمي، والجمعوي، والسياسي، مما جعله شخصية محترمة ومؤثرة. خدم مجتمعه دون كلل وساهم في بناء جسور التواصل بين الثقافات والأديان، ليظل عطائه ملموسا مستمرا ، وملتزما تجاه مجتمعه وأبناء مدينته.
لم أرى منه من القبل الا الخير والأخلاق العالية، استمر وواصل.

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


التعليقات تعليق واحد
  • عابر القارات
    عابر القارات منذ شهر واحد

    عجبا أمركم

لا توجد مقلات اخرى

لا توجد مقلات اخرى

نستخدم ملفات الكوكيز لنسهل عليك استخدام موقعنا الإلكتروني ونكيف المحتوى والإعلانات وفقا لمتطلباتك واحتياجاتك الخاصة، لتوفير ميزات وسائل التواصل الاجتماعية ولتحليل حركة الزيارات لدينا...لمعرفة المزيد

موافق