شهدت ليلة الاثنين-الثلاثاء أحداث عنف أثارت حالة من الهلع وسط سكان تجزئة سكنية بمنطقة سيدي حجاج واد حصار بإقليم مديونة، حيث قام عشرات الأشخاص الملثمين بحمل أسلحة بيضاء متنوعة، بما في ذلك سيوف، وارتكبوا اعتداءات طالت السكان، إلى جانب تخريب سياراتهم وممتلكاتهم.
ووفقًا لما أوردته جريدة “الصباح” في عددها الصادر يوم الأربعاء 26 مارس 2025، فإن هذه الهجمات جاءت رداً على حادث يُزعم فيه تعرض أحد المهاجمين لاعتداء من قبل صاحب محل للألعاب الإلكترونية. وقد دفع هذا الاعتداء الأجهزة الأمنية من درك ملكي ومسؤولي سرية الدرك بمديونة والمركز القضائي إلى حالة استنفار قصوى لتحديد هوية المعتدين، الذين كانوا أغلبهم يرتدون أقنعة.
قدمت تقارير أولية معلومات متضاربة عن الأصل الجغرافي للمهاجمين، حيث أشار البعض إلى أنهم ينحدرون من منطقة الهراويين. ولكن تبيّن لاحقاً أنهم ينتمون إلى مشروع “السلام” بسيدي مومن في الدار البيضاء.
وحسب ما نشرته الصحيفة، تفيد المصادر بأن أكثر من 50 مهاجمًا، بينهم قاصرون، وصلوا ليلة الاثنين إلى تجزئة “شمس المدينة”، التابعة للملحقة الإدارية “العاليا”، وبدأوا مباشرة في أعمال التخريب. وقد طالت هذه الأعمال ممتلكات المواطنين، من بينها أربع سيارات كانت مركونة بالشارع، إضافة إلى اعتداءات جسدية على المارة وإجبار أصحاب المحال التجارية على إغلاق أبوابهم خوفًا من السرقة أو الأذى.
إقرأ ايضاً
وأرجعت المصادر سبب الهجوم إلى خلاف نشب بين شاب من منطقة “السلام” وصاحب محل الألعاب الإلكترونية بتجزئة “شمس المدينة”، المتاخمة لمنطقة “السلام”. وقد قام الشاب باستدعاء أبناء حيه للانتقام، الأمر الذي أسفر عن قدوم أكثر من 50 شخصًا مدججين بالأسلحة البيضاء والأقنعة لتنفيذ الاعتداء. ولم يقتصر الأمر على تدمير المحل المستهدف، بل شمل أيضًا تخريب ممتلكات أخرى والاعتداء على سكان الحي.
وأبرزت الصحيفة أن بُعد مركز الدرك الملكي بسيدي حجاج عن موقع الحادثة لمسافة تتجاوز 11 كيلومترًا كان عاملاً رئيسيًا في تمادي المهاجمين. فقد استغلوا الفارق الزمني اللازم لوصول التعزيزات الأمنية لتنفيذ هجومهم والفرار دون أن يُقبض عليهم. وتشير التقارير إلى أنها ليست المرة الأولى التي تشهد المنطقة مثل هذه الأحداث، حيث تعد هذه الهجمات الثالثة خلال شهر رمضان الحالي.
