بـ 675 مليون دولار و1737 فرصة عمل.. انطلاقة “عملاق” صناعة العجلات الصيني بالدريوش ترسم المستقبل الاقتصادي الجديد للريف

بقلم: أمينة الشرقاوي
في حدث يمثل علامة فارقة في تاريخ التنمية بالجهة الشرقية، تم صباح اليوم الثلاثاء إعطاء الانطلاقة الرسمية لأشغال بناء المصنع العملاق لمجموعة “Shandong Yongsheng Rubber” الصينية بالمنطقة الحرة لبطوية بالدريوش. هذا المشروع، الذي يتجاوز استثماره 675 مليون دولار، لا يعد مجرد مصنع جديد، بل هو حجر الزاوية في بناء مستقبل صناعي واعد للمنطقة بأكملها.
منطقة بطوية: حينما تتحول أحلام التنمية إلى “بصمة” عملاقة على أرض الواقع
إن تدشين هذا المشروع هو أكثر من مجرد خبر اقتصادي؛ إنه التحول الملموس لرؤية استراتيجية طال انتظارها. فما يحدث اليوم في بطوية هو بداية تشكل منظومة صناعية متكاملة، تربط بين ميناء الناظور غرب المتوسط كبوابة لوجستية عالمية، ومشاريع الطاقة النظيفة كمشروع شفرات توربينات الرياح، والآن صناعة مكونات السيارات مع هذا المصنع. لم تعد التنمية مجرد وعود، بل أصبحت “بصمة” صناعية عملاقة، كبصمة الإطارات التي سينتجها المصنع، تُطبع بقوة على أرض الواقع لترسم مساراً جديداً للمنطقة.
مشروع بحجم قارة: تفاصيل الاستثمار الصيني الأضخم بالجهة
تتولى شركة “GOLDENSUN TIRE MOROCCO Co., Ltd”، وهي الفرع المغربي للمجموعة الصينية، تنفيذ هذا المشروع على مساحة شاسعة تبلغ 52 هكتاراً. ومن المقرر أن يخلق المركب الصناعي ما لا يقل عن 1,737 منصب شغل مباشر، بالإضافة إلى مئات الوظائف غير المباشرة. الأهم من ذلك، أن المشروع لا يقتصر على الإنتاج فقط، بل سيشمل وحدات للبحث والتطوير (R&D)، مما يضمن نقلاً حقيقياً للتكنولوجيا وتطويراً للكفاءات المحلية.
الموقع الاستراتيجي: تكامل عضوي مع ميناء الناظور غرب المتوسط
يكمن جزء كبير من القوة التنافسية للمشروع في موقعه الاستراتيجي على بعد كيلومترات قليلة من ميناء الناظور غرب المتوسط. هذا القرب سيوفر للمصنع وصولاً مباشراً وبتكلفة منخفضة إلى خطوط الشحن العالمية، مما يسهل تصدير منتجاته نحو الأسواق الأوروبية والإفريقية، ويعزز من مكانة المغرب كمنصة صناعية وتصديرية رائدة.
من شفرات الرياح إلى العجلات: “بطوية” كقطب صناعي متكامل
يأتي هذا المشروع ليعزز الدينامية الصناعية التي انطلقت في المنطقة مع مشروع تصنيع شفرات توربينات الرياح، الذي يشغل حالياً أكثر من 1200 عامل. ومع اكتمال بناء مصنع العجلات بحلول عام 2027، ستتحول المنطقة الحرة لبطوية رسمياً إلى قطب صناعي حقيقي ومتنوع، قادر على جذب المزيد من الاستثمارات في سلاسل القيمة المرتبطة بصناعة السيارات والطاقات المتجددة، مما سيغير وجه الاقتصاد المحلي بشكل جذري.










