أريفينو| علي أعمار
يا أهل الناظور، لا تبكوا على سقف المسبح البلدي الذي التهمته النيران يوم الأحد… بل اغتنموا اللحظة، فربما كان ذاك الحريق “بخوراً رسمياً” أُشعل ليطرد نحس المشاريع المتعثرة ويطهّر المدينة من طاقة التقاف التي خيّمت عليها منذ 2007!
فكما قال أحد الحكماء – مجهول الاسم ولكنه معروف الحسرة – “المسبح الذي لا يُستعمل يُستعجل حرقه”، وها نحن اليوم نشهد ذلك: مسبح بلدي، عُرض ذات يوم في عرض ملكي مبهر، تحول في نهاية المطاف إلى مشعل للتيهان، يحترق كأن سقفه مغطّى بالوعود… لا بالقطران.
ما بين أحلام مارتشيكا الكبرى ومسبح لم ير الماء قط، تتوالى فصول مسرحية من نوع “تنمية في انتظار حلقة جديدة”، مشاريع ملكية تُدشن بحفاوة وتُركَن مثل التحف في مستودع الوعود.
مارشيكا؟ ذاك المارد الأزرق الذي وُعدنا به ليحوّل المدينة إلى نيس المتوسط. لكن نيس تطورت، ونحن ما زلنا نُحصي عدد الحواجز الإسمنتية الفاصلة بين المشروع وسكانه، وعدد الأشجار التي ذبلت في الحدائق التي لم تكتمل
يُقال إن إعادة تأهيل المسبح وحده كلفت الملايين، لكننا لا نعرف إن كانت التكلفة على المقاولة أم على أعصاب المواطنين. شركة PETRADIB أخذت صفقة التأهيل، واشتغلت على السقف حتى قررت طبقة القطران أن تُشعل شمعة… عفواً، حريقاً… علّها تُزيل النحس عن المشروع.
في غياب المحاسبة، ما زلنا نعيد نفس السؤال: من يحاسب من؟ المقاولة أم المسؤول عن تتبع المشروع؟ الجواب دائماً في لجنة “ستُشكَّل لاحقاً”.
يقول العارفون بالتصوف الشعبي إن القطران يُستخدم لطرد “الطاقة السلبية أو التقاف”. وها نحن أمام مسبح بلدي، محترق من سقفه، يُقال إن نار الحريق وصلت السماء، ومعها ربما صعدت كل تقارير التأخير، ورقة بعد ورقة.
هل سنشهد الآن فَرجًا بعد الحريق؟ هل هو طقس جماعي لطرد تقافة التنمية؟ هل ننتظر افتتاح مركز “الروتين والتأجيل البلدي” بدلاً من المسبح؟
إقرأ ايضاً
وختامًا…
في الناظور، كل مشروع مؤجل له قصة. وكل مشروع “ملكِي” أصبح مثل “ألف ليلة وليلة”: يبدأ بحكاية كبرى ولا أحد يعرف نهايته.
لكن اليوم، وبعد هذا الحريق، نرجو أن لا يُسمى المسبح البلدي بـ”الشهيد التنموي”، بل أن يكون هو القربان الأخير، وتُطهر المدينة أخيراً من لعنة التماطل، وينزل الغيث… أقصد التمويل… على ما تبقّى من مشاريع لم تُحرق بعد.