المغرب و رهان إنجاح أوراش التنمية ومونديال 2030 | أريفينو.نت

المغرب و رهان إنجاح أوراش التنمية ومونديال 2030

22 مايو 2024آخر تحديث :
المغرب و رهان إنجاح أوراش التنمية ومونديال 2030

أريفينو : 22 ماي 2024.

منذ اعتلائه العرش؛ قاد الملك محمد السادس إصلاحات كبرى أحدثت تحولات عميقة وهيكلية شملت مختلف مناحي الحياة الاقتصادية والاجتماعية والدينية والحقوقية وكانت ترمي جميعها في منحى تدعيم الديمقراطية وبناء دولة القانون والحداثة وتعزيز حقوق الإنسان. أعطى الملك محمد السادس إشارات قوية لتحديث الأنظمة الإدارية بالمغرب، حين أمر بالإفراج عن بعض المعتقلين السياسيين، وأطلق خطة المصالحة لتعويض المتضررين مما عُرف باسم سنوات الرصاص. وخلال السنوات الأولى من حكمه أعطى أهمية كبيرة للتعليم والنهوض بشؤون المرأة وهو ما أُعْلِن عنه رسميًا عندما أقر قانون الأسرة الجديد عام 2004، وهو قانون يعزز دور المرأة داخل الأسرة ويمنحها حقوقا جديدة. وفي السنة الماضية 2023 قرر مراجعة بعض فصول المدونة بما يعزز اكثر حقوق المرآة ويتماشى العصر بدون مخالفة احكام ومقاصد الشريعة الإسلامية.

ومن بين السمات التي طبعت فترة حكم محمد السادس، هي طي صفحة الماضي وإنجاح تجربة العدالة الانتقالية، وتحقيق التنمية الشاملة على كل المستويات والأصعدة، وغدا المغرب في عهده يحتل مكانة متميزة على الصعيد الدولي والمغربي، إذ تمكن من إرساء مشروع مجتمعي ديمقراطي حداثي وتحقيق منجزات حقيقية في مختلف الميادين السياسية والاقتصادية والاجتماعية من أجل الوصول إلى مصاف الدول الديمقراطية والمتقدمة.

في عام 2011 انطلقت حملة احتجاجات شعبية في المغرب قادتها حركة 20 فبراير متأثرة بموجة الاحتجاجات العارمة التي اندلعت في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا مطلع عام 2011 وبخاصة بالثورة التونسية وثورة 25 يناير المصرية اللّتين أطاحتا بالرئيس التونسي زين العابدين بن علي والرئيس المصري حسني مبارك وطالب المتظاهرون بإصلاحات سياسية واقتصادية واجتماعية، استجاب الملك محمد السادس لمطالب المتظاهرين ووعد فيها بإصلاحات كبيرة بما في ذلك الضمانات الدستورية لحرية التعبير، المساواة الاجتماعية للمرأة، واستقلال القضاء، تبنى المغرب دستورًا جديدًا استجابة للحراك الشعبي، والذي يشكل اليوم الإطار الدستوري الذي يؤطر النموذج الديمقراطي الحداثي التنموي المغربي المتميز، ويشكل تعاقدًا تاريخيًا جديدًا بين العرش والشعب.

إقرأ ايضاً

أطلق الملك محمد السادس العديد من المشاريع الاقتصادية الكبرى بقيادة وإشراف مباشر منه سواءً مشاريع البنى التحتية (الطرق، الموانئ، المطارات، القطار الفائق السرعة…)، أو برامج النهوض بقطاعات إستراتيجية كالفلاحة والصناعة والطاقات البديلة.[17] كما أطلق الملك محمد السادس مبادرة إصلاح الحقل الديني لتكريس الأسس المذهبية للمغرب مع ترسيخ الهوية الأصيلة للمملكة والتي تتسم بالتوازن والاعتدال والتسامح، وقد جعل منذ السنوات الأولى لتوليه العرش هذا الإصلاح حقلًا أساسيا، بهدف ضمان تدبير حكيم وهادئ للشأن الديني تأخذ بعين الاعتبار تطور المجتمع المغربي مع الوفاء لأسس الهوية الروحية الفريدة للبلاد، ووضعت إستراتيجية متعددة الأبعاد لتجديد الحقل الديني عبر إعادة تنظيم المجلس الأعلى للعلماء وتأهيل الأئمة.

وفي السنوات الاخيرة اطلق ورش الحماية الاجتماعية، ووضع القانون الإطار المتعلق بالمنظومة الصحية الوطنية، والميثاق الجديد للاستثمار، و أنشأ صندوق محمد السادس للاستثمار، و رفع تحديات جديدة لتسريع التنمية وكسب بعض الرهانات الكبرى في محطة 2030. ويتطلب نجاح المغرب في محطة المونديال انخراط جميع المغاربة بدون استثناء.أ، ولهذا فالرهان الاكبر يكمن في إقناع المواطن المغربي بالعمل و المساهمة في الاستعدادات الجارية لإنجاح المونديال والأوراش التي اطلقها جلالة الملك حفظه الله.
إن المواطن الصالح هو اللبنة الأساسية لبناء المجتمع، وهو الأساس الصحيح الذي يسمو به الوطن لأنّه إنسان مُحبّ لوطنه ويعمل لأجله ويعي جيدًا حقوقه وواجباته، ويعدّ نفسه جزءًا أساسيًا من منظومة العمل الجماعي لصالح الوطن، وهو أيضًا ملتزم بالسلوكيات التي تُسهم في بناء وطنه، ولا يسمح لأيّ شخص أن يتعدّى على حرية الوطن واستقرار البلاد، فالمواطن الصالح ملتزم بكامل منظومة الأخلاق الوطنية. العرض. المواطنُ الصالحُ يضع وطنه أولًا ، ولا يقدّم أي مصلحة على مصلحة وطنه، ولا يسمح بأن تطغى المصالح الشخصية على مصلحة أبناء وطنه وتقدّم الوطن وازدهاره، ويتصف بالكثير من الصفات الطيبة التي تدلّ على صلاحه، فهو يحترم النظام ويلتزم بجميع التعليمات ولا يرتكب المخالفات التي تضرّ مصلحة الوطن ومصلحة أبنائه، كما أنّه يُحافظ على مقدرات الوطن ويمنعها من الضياع أو التعرض للتلف والسرقة. كما يلتزم المواطن الصالح بالحفاظ على بيئة وطنه من التلوث لأنّه يعلم أنّ تأثير هذا التلوث سيمسّ الوطن ويُسبّب الأذى للإنسان والحيوان والنبات؛ لأنّ المواطن الصالح يُحافظ على طبيعة بلاده ويُسوّق لها ويدعو الجميع كي يزوروها لتحريك عجلة اقتصاد بلاده ومن أهم مميزات المواطن الصالح أنّه يتحلى بالقيم والأخلاق الحميدة مثل الوفاء والإخلاص في العمل والأمانة والصدق في التعاملات. كذلك يلتزم المواطن الصالح بجميع السلوكيات التي تدلّ على التزامه، ويلتزم بالممارسات الحسنة في الإدارة و المدرسة والجامعة والشارع والبيئة المحيطة ويُحافظ على المرافق العامة والممتلكات الخاصة والعامة لهذا فإنّ المواطن الصالح ليس مجرّد مصطلح رنّان يتداوله الناس، بل هو مجموعة من الأفعال الحقيقية التي يجب أن يتم تنفيذها على أرض الواقع ليراها كلّ الناس في الوطن. ويقوم كذلك بجميع الواجبات على أكمل وجه دون أن يغش أو يتكاسل لأنه يعي جيدًا أهمية أن يكون المواطن صالحًا وقدوة لغيره من المواطنين كي يقلدوه ويسيروا على خطاه لتحقيق نصرة الوطن ورفعته، وكي يظلّ الوطن شامخًا بأبنائه لأنّ صلاح الأوطان يأتي من صلاح أبنائها كي تظلّ بلادهم متقدمة ومرفوعة الراية، وهذا يتطلّب الحرص والالتزام الذي يوجد في المواطن الصالح. يحرص المواطن الصالح على طلب العلم والسعي في التعلّم والثقافة كي ينهض بوطنه علميًا واجتماعيًا ويُحقّق له التميز في مختلف المجالات الطبية والسياسية والزراعية والاقتصادية والاجتماعية والصناعية والثقافية، كما أنّ المواطن الصالح ينبذ الفساد والفاسدين ولا يتستر عليهم، خاصة أولئك الذين يسرقون مقدرات الوطن، وهو أيضًا لا يقبل بالرشوة ولا الواسطة والمحسوبية، ولا يرضى بأن يأخذ حق أحدٍ. يحرص المواطن الصالح على التطوّع لخدمة الوطن في مختلف المجالات، كما أنه يُسهم في نشر الخير والمعرفة بين الناس ويُعطيهم النّصيحة الصادقة كي يتصرّفوا عن وعيٍ ودراية، وكي يكونوا صالحين ومُنتجين بالدرجة الأولى، فالمواطن الصالح لا يُمكن أن يكون عالة على أسرته ومجتمعه ووطنه، لأنّه شخص مُنتمٍ كي يكون رافدًا لاقتصاد الوطن. و يطلع على كلّ ما يمكن من معارف يمكن أن يكون عضوًا فعالًا فيها، وهو يُشارك في الحملات العامة لأجل الوطن مثل تنظيف الشوارع والتبرع للأسر الفقيرة والدفاع عن وطنه بدمه وماله وعلمه فالمواطن الصالح هو خير ممثّل لبلاده في الخارج والداخل؛ لهذا يحرص على أن ينقل عن وطنه الصورة الحسنة الجميلة، فيتصرّف بلطف ولباقة وأخلاق عالية مع الأشخاص الغرباء والزائرين لوطنه. وهو بهذا يكون قد أدّى واجبه تجاه وطنه على أكمل وجه، على الرغم من أنّ الوطن مثل الأم، لا يُمكن لأي شخص أن يوفيه حقه أبدًا؛ لهذا على كل شخص أن يحتفظ بنية خالصة لله تعالى في قلبه بأن يتصرف كمواطن صالح، ولا يُسبّب أيّ أذى لوطنه وأبناء وطنه، وأن يحبّ وطنه أكثر من نفسه وينتمي إليه بكلّ ما فيه، وهنا يأتي دور الأسرة في تعزيز انتماء أبنائها للوطن . لهذا كله يجب تعزيز صورة المواطن الصالح والتّركيز على أهمية المواطنة الصالحة بأن يتم تعريف الناس بهذا المفهوم بمختلف الطرق، سواء في وسائل الإعلام المقروءة والمرئية والمسموعة أم في وسائل التواصل الاجتماعية المختلفة أم في المناهج الدراسية على مستوى المدارس والجامعات كي يتعلّم المواطنون التربية الوطنية، ويكونوا دومًا عارفين لواجباتهم. لأنّ المواطنة الصالحة لا تعني أن يتنازل الشخص عن حقوقه وألّا يكون مسلوب الإرادة، كما أنّها لا تكون بالإجبار وإنّما عن رغبة كاملة وحبّ نقيّ للوطن. الخاتمة: المواطن الصالح طاقةُ الوطن الخضراء وختامًا المواطن الصالح هو بحق طاقة الوطن الخضراء ويترك أثرًا طيبًا ومثالًا رائعًا في مواطنته، فهو وقود الوطن ومحرّكه الأساسيّ الذي يدفع به نحو المراتب العليا ليكون في القمة دائمًا، ويُسهم في رفع راياته في مختلف الميادين والمجالات، ويحرص على أن يكون وطنه في الطليعة فلا يتقاعس عن القيام بأي واجبٍ تجاه وطنه، ويكون سباقًا دومًا لعمل الخير فيه. فالمواطن الصالح هو مثال للمواطن الواعي الذي عرف واجبه فأداه على أفضل وجه، وهذا بحق يستحق وسام الحب والتقدير، ويستحق أن يكون قائدًا في وطنه.

الدكتور نورالدين البركاني.

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


لا توجد مقلات اخرى

لا توجد مقلات اخرى

نستخدم ملفات الكوكيز لنسهل عليك استخدام موقعنا الإلكتروني ونكيف المحتوى والإعلانات وفقا لمتطلباتك واحتياجاتك الخاصة، لتوفير ميزات وسائل التواصل الاجتماعية ولتحليل حركة الزيارات لدينا...لمعرفة المزيد

موافق