الناظوري محمد قوبع ونموذج البطريرك البائد باسبانيا

6 أبريل 2010آخر تحديث :
الناظوري محمد قوبع ونموذج البطريرك البائد باسبانيا
الناظوري محمد قوبع ونموذج البطريرك البائد باسبانيا

امبارك ناجح
تندرج قضية اعتقال المغربي محمد قوبع بتهمة “حبس” زوجته ومنعها من الخروج في خانة صراع العادات والتقاليد. فبحكم المعرفة الشخصية للضنين يمكن وصفه على أنه نموذج الإنسان المغربي التقليدي المحافظ الساذج الذي لم يتلق أي تكوين مدرسي ومتشبع بعادات وتقاليد أجداده. فهو رمز لنظام السلطة الأبوية الذي كان سائدا ولازال في أغلب أنحاء المغرب العتيق.

  ينحدر محمد قوبع من منطقة الناظور بالريف المعروفة بأصالتها وتقوقعها داخل نظام رسمته ورسخته الأجيال السالفة والذي يشكل فيه الزوج أو رب الأسرة السلطة العليا والمرجعية لكل من الزوجة والأبناء. فهو الآمر الناهي و الساهر على مصلحة الأسرة والقابض على تماسكها وأصالتها بقبضة من حديد.
فهذا الشخص المعروف بين أقاربه وأصدقاءه بسخائه ومروءته، لم يخطر بباله يوما أن يجد نفسه خلف القضبان بإتباع نظام ورثه عن أجداده؛ نظام يخول له الحق في ممارسة سيادة على زوجته ويرسم لها طريقة عيشها في الحياة.
كما أن محمد، الذي التحق بإسبانيا لمدة تزيد عن عشرين سنة، لم تشفع له أقدميته في مجتمع تحكمه المساواة بين الرجل والمرأة ومتشبع بالقيم الديمقراطية، بتغيير سلوكه ونمط تفكيره، فبقى محافظا على إرثه ومتشبثا بتطبيقه داخل مملكته الصغيرة “الأسرة”، ولم يعر أي اهتمام لتغيرات العصر وللقوانين والمفاهيم الحداثية.
ومن هذا المنظور، يبقى قرار “حبس” محمد لزوجته داخل البيت وتقييد حريتها في التنقل والخروج، قرار سليم من وجهة نظره ويخلو من أي تعسف أو اعتداء في حق الزوجة، بل يحفظ كرامة الرجل ومن تم الحفاظ على كرامة الأسرة والعائلة…
يبقى محمد نموذج لبطل رواية “البطريرك الأخير” للروائية الكطلانية من أصل مغربي نجاة الهاشمي، التي حاولت من خلالها فك لغز الصور النمطية لمجتمع مغربي تقليدي في طريق الزوال وتقريبها من المجتمع الاسباني حتى لا يتم التعامل معها، كما هو الحال في قضية محمد، على أنها تهديد لقيم المجتمع الاسباني بصفة خاصة و الغربي بصفة عامة.
اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


لا توجد مقلات اخرى

لا توجد مقلات اخرى

نستخدم ملفات الكوكيز لنسهل عليك استخدام موقعنا الإلكتروني ونكيف المحتوى والإعلانات وفقا لمتطلباتك واحتياجاتك الخاصة، لتوفير ميزات وسائل التواصل الاجتماعية ولتحليل حركة الزيارات لدينا...لمعرفة المزيد

موافق