“
اريفينو مقرش محمد
في بادرة إنسانية جديدة تعكس عمق العلاقات الثنائية بين المغرب وإسبانيا، أرسل المغرب أسطولًا مكونًا من 24 شاحنة “هايدروكور” و70 عنصرًا من العاملين المدنيين لدعم جهود تنظيف مدينة فالنسيا الإسبانية بعد تعرضها لأضرار جسيمة جراء الفيضانات الأخيرة، وقد وصل هذا الأسطول صباح اليوم، 13 نوفمبر، إلى ميناء موتريل الإسباني، بعد انطلاقه من ميناء طنجة على متن عبّارة سيارات.
تأتي هذه المبادرة في إطار تعزيز التضامن والتعاون بين البلدين الجارين، اللذين يربطهما تاريخ طويل من التعاون الثنائي خاصة في مجال إدارة الكوارث الطبيعية والمساعدات الإنسانية. وقد أظهرت هذه الخطوة الروح التعاونية التي يتمتع بها المغرب في استجابته السريعة للمواقف الطارئة، وسعيه المستمر لدعم جيرانه في أوقات الأزمات.
تسببت الفيضانات الأخيرة في مدينة فالنسيا بأضرار كبيرة للبنية التحتية والمنازل، مما جعل الحاجة إلى الدعم الدولي أمرًا ضروريًا. استجابت السلطات المغربية سريعًا لهذه الأوضاع الطارئة من خلال تجهيز فريق من الخبراء والموارد الفنية، متمثلًا في شاحنات “هايدروكور” المتخصصة في سحب المياه وتنظيف المناطق المتضررة.
إقرأ ايضاً
تعد هذه المبادرة تأكيدًا على العلاقات الوثيقة بين المغرب وإسبانيا، والتي تعززت على مر السنوات عبر التعاون في العديد من المجالات مثل التجارة والأمن والسياحة، وأيضًا في مجال إدارة الكوارث. فقد سبق أن شهدت العلاقات بين البلدين تعاونًا مثمرًا في مواجهة التحديات المشتركة، مثل حرائق الغابات وموجات الجفاف التي اجتاحت البلدين في السابق.
هذا التحرك يعكس ليس فقط حسن النية، بل أيضًا القدرة الفعالة للمغرب في إدارة الكوارث وتقديم المساعدات الخارجية. ويبرز ذلك الدور المهم الذي يلعبه في دعم الاستقرار والتنمية في المنطقة. من جهتها، عبّرت السلطات الإسبانية عن تقديرها البالغ لهذه اللفتة الكريمة، والتي تعزز الثقة المتبادلة بين البلدين.
إن العلاقات الجيدة بين المغرب وإسبانيا تتجاوز الأطر التقليدية للدبلوماسية، لتشمل تفاعلًا فعليًا في ميادين متعددة، بما فيها الاستجابة للكوارث الطبيعية. هذه العلاقات تُظهر أهمية التعاون الإقليمي في مواجهة التحديات البيئية والإنسانية، وتؤكد أن التضامن والتعاون بين الدول يمكن أن يثمر نتائج إيجابية تنعكس على شعوب المنطقة بأكملها.
بمثل هذه المبادرات، يواصل المغرب تعزيز مكانته كدولة تتبنى سياسة حسن الجوار وتؤكد أهمية التعاون الدولي لمواجهة التحديات المشتركة، مما يجعل من هذا الدعم مثالاً حيًا على كيفية تحول العلاقات الثنائية إلى شراكة حقيقية تخدم مصلحة الطرفين.