اريفينو مقرش محمد
في جولة ميدانية قامت بها جريدة أريفينو الوطنية إلى مقبرة “ميخاس فوينخيرولا” الواقعة بإقليم ملقة جنوب إسبانيا، يتجلى بوضوح النموذج المشرّف لإدارة مقابر المسلمين في المهجر، حيث النظافة والاحترام والاهتمام بأدق التفاصيل التي تهمّ أسر المتوفين والجالية الإسلامية بشكل عام.
المقبرة، التي تُعدّ من بين أفضل 32 مقبرة إسلامية موزعة على التراب الإسباني، باتت رمزاً للنظام والرعاية، بفضل توفرها على مرافق أساسية ومتكاملة تشمل مصلى مخصصاً لصلاة الجنازة، ومكاناً خاصاً لتغسيل الموتى وفق التعاليم الإسلامية، بالإضافة إلى مراحيض ومساحات منظمة ومهيأة لاستقبال العائلات وأداء الشعائر في أجواء من الطمأنينة والسكينة.
ويعود الفضل في حسن سير وتسيير هذه المقبرة إلى السيد هارون صادق، المسؤول الحالي عن إدارتها، والذي يُعرف بين أبناء الجالية المغربية والعربية عامة بتعامله الراقي والمُحترم مع أهالي المتوفين، إذ لا يدّخر جهداً في التسهيل على العائلات وتقديم الدعم النفسي واللوجستي خلال هذه اللحظات الحرجة. تعامله الإنساني وخبرته الكبيرة جعلا منه اسماً يُذكر بكل خير في أوساط الجالية المسلمة بالمنطقة.
إقرأ ايضاً
ورغم كل هذه المجهودات، فإن المقبرة تعاني حالياً من مشكل نفاد المساحات المخصصة للدفن، الأمر الذي جعل العديد من أفراد الجالية يوجهون نداءات عاجلة إلى السلطات الإسبانية، خصوصاً بلدية “فونخيرولا” وبلدية “ميخاس”، من أجل توفير أراضٍ إضافية لتوسيع المقبرة وضمان استمرارية خدمة الدفن في ظروف تحفظ كرامة الإنسان وتحترم الشعائر الدينية.
وتبقى مقبرة “ميخاس فوينخيرولا” مثالاً يُحتذى به في تدبير هذا النوع من المرافق، ومطلب الجالية واضح: دعم هذا النموذج وتوسيعه، لأنه يعكس صورة حضارية للإسلام والمسلمين في ديار المهجر.
















