اريفينو نبيل العلوي
شهدت منصات التواصل الاجتماعي، وخاصة تطبيق “تيك توك”، موجة غضب واسعة عقب نشر مقطع فيديو لفنان كوميدي مغربي يدعو فيه شباب منطقة الريف لحضور سهرة داخل “كاباري”، مقابل أداء مبلغ 20 يورو، بينما أعلن أن الدخول سيكون مجاناً للنساء.
هذه الدعوة أثارت صدمة في صفوف عدد كبير من النشطاء الذين رأوا فيها ترويجاً واضحاً لأنماط سلوكية دخيلة على المجتمع المغربي، وخاصة المجتمع الريفي المعروف بقيمه المحافظة. واعتبر كثيرون أن منح النساء امتياز الدخول المجاني هو نوع من الإغراء غير الأخلاقي، يهدف إلى جذب الفتيات إلى أماكن مشبوهة يُشتبه في أنها تعرف استهلاك الممنوعات والشيشة وأجواء لا تليق بصورة المرأة المغربية.
رواد مواقع التواصل لم يتأخروا في التعبير عن رفضهم لهذا النوع من الدعوات، معتبرين أن ما يقوم به بعض صناع المحتوى على المنصات الرقمية لم يعد مجرد “ترفيه” أو “كوميديا”، بل تحول إلى وسيلة خطيرة لنشر التفاهة والانحلال، خصوصاً في صفوف الشباب والمراهقين الذين يتأثرون بسهولة بهذه الرسائل المغلّفة في طابع فكاهي.
السؤال الذي يطرح نفسه اليوم هو: هل لا تزال هناك حدود بين حرية التعبير والفوضى الأخلاقية؟ وهل يجب ترك المجال مفتوحاً لكل من يمتلك منصة أو جمهوراً لتمرير رسائل مشبوهة قد تؤثر سلباً على قيم المجتمع؟
إن الفن، في جوهره، رسالة سامية يجب أن ترتقي بالذوق والوعي، لا أن تكرّس الانحطاط الأخلاقي. وبين الضحك والتساهل، تبقى المسؤولية على عاتق كل من يختار أن يكون صانعاً للمحتوى، لأن الكلمة، وإن قيلت مازحة، قد تجرّ وراءها الكثير من الأذى.