اريفينو مقرش محمد
تستعد نجاة حيدو، ابنة مدينة الناظور وبالتحديد منطقة فرخانة، لإطلاق كتابها الجديد “الديستينو” (المكتوب)، الذي تروي فيه سيرتها الذاتية بتفاصيلها الدقيقة، من حادثة الحريق الأليمة التي تعرضت لها إلى رحلة النضال والصمود من أجل البقاء، وصولاً إلى استقرارها في إسبانيا. يعكس الكتاب قصة امرأة ريفية مغربية واجهت المحن بشجاعة، لتصبح رمزًا للأمل والقوة.
حادثة غيرت مسار الحياة
في صفحات “الديستينو”، تعود نجاة بذاكرتها إلى تلك اللحظة التي غيّرت مجرى حياتها؛ حادثة الحريق التي تركت آثارها العميقة على جسدها وروحها. بأسلوب صادق ومؤثر، تروي نجاة تفاصيل تلك اللحظات العصيبة، وكيف وجدت نفسها في مواجهة تحديات جسدية ونفسية هائلة. لم يكن الألم فقط في الجروح الجسدية، بل في النظرات والمواقف التي تعرضت لها من المجتمع.
الصمود والتحدي
لكن نجاة لم تستسلم للظروف. قاومت بشجاعة نظرات الشفقة وأحكام الآخرين، وحولت ألمها إلى قوة دافعة لتحقيق أحلامها. يروي الكتاب رحلتها في مواجهة الصعوبات، وتحديها للواقع الذي حاول تقييدها. كانت حادثة الحريق بداية رحلة اكتشاف الذات والبحث عن معنى جديد للحياة.
الهجرة والاستقرار في إسبانيا
تحكي نجاة أيضًا عن قرارها بالهجرة إلى إسبانيا، وكيف كانت تلك الخطوة نقطة تحول في حياتها. في إسبانيا، وجدت الأمل من جديد، وبدأت حياة جديدة بعيدًا عن الذكريات الأليمة. ومع ذلك، لم تكن الرحلة سهلة، إذ واجهت تحديات الاندماج في مجتمع جديد، وتعلم لغة وثقافة مختلفة، لكن عزيمتها وإصرارها كانا السلاح الذي مكنها من التغلب على كل تلك العقبات.
تكريم للمرأة الريفية
إقرأ ايضاً
لا يُعد “الديستينو” مجرد سيرة ذاتية، بل هو تكريم للمرأة الريفية المغربية التي تحارب من أجل البقاء والكرامة. من خلال قصتها، تُبرز نجاة قوة الإرادة والإيمان بالمستقبل، وتكسر الصورة النمطية للمرأة الريفية.
جولة توقيع الكتاب
تستعد نجاة لإطلاق كتابها في جولة تشمل عدة مدن إسبانية، منها: مالقة، خيريز دي لا فرونتيرا، مدريد، ومليليا، مع أمل في أن تُختم الجولة في مدينة الناظور، مسقط رأسها. ستكون هذه الجولات فرصة ليس فقط للتعريف بالكتاب، ولكن أيضًا لمشاركة تجربتها الملهمة مع جمهور أوسع.
رسالة أمل وإلهام
من خلال “الديستينو”، تحمل نجاة رسالة أمل لكل من مر بتجربة أليمة؛ رسالة مفادها أن الألم يمكن أن يكون بداية جديدة، وأن الصمود والإيمان بالذات هما المفتاح للعبور إلى المستقبل.
“الديستينو” ليس مجرد كتاب، بل هو شهادة حية على قوة الإنسان في مواجهة المحن. نجاة حيدو، من خلال سردها الصادق والمؤثر، تقدم درسًا في الشجاعة والأمل، وتؤكد أن القدر قد يكون قاسيًا، لكنه أيضًا قد يصنع أبطالاً حقيقيين.


