اريفينو مقرش محمد
في عالم التواصل الاجتماعي، حيث تكثر التحديات ويشتد التنافس على جذب الانتباه، استطاع فهيد ابن الريف، ابن مدينة الناظور المغربية، أن يصنع لنفسه مكانة خاصة على منصة تيكتوك، ليصبح واحداً من أبرز المؤثرين في صفوف الجالية الريفية المغتربة في أوروبا.
قصص الهجرة والمعاناة تُروى كل ليلة
من خلال بثه المباشر الذي يمتد من خمس إلى ست ساعات دون توقف، يستضيف فهيد شباباً من الريف المغربي، ممن خاضوا رحلة الهجرة إلى أوروبا بطرق مختلفة، ليشاركوا قصصهم ومعاناتهم مع آلاف المتابعين.
كل ليلة، تُروى حكاية جديدة؛ البعض قطع البحر مخاطراً بحياته، وآخرون عبروا تركيا بحثاً عن حياة أفضل، بينما اختار البعض طريق الزواج كوسيلة للهجرة. تتنوع القصص، لكن ما يجمعها هو البحث عن الأمل والهروب من الواقع الصعب في الوطن الأم.
ليس مجرد بث.. بل ملجأ للمغتربين
تحوّل البث المباشر لفهيد إلى ملجأ يجد فيه المغتربون من أبناء الريف متنفساً لمشاغل الحياة اليومية في أوروبا. ليس فقط من خلال مشاركة قصصهم، بل أيضاً عبر مناقشة قضايا اجتماعية تمس حياتهم، مثل مشاكل الزواج والاندماج في المجتمعات الأوروبية.
الأمر لم يتوقف هنا؛ بل أصبح فهيد سنداً حقيقياً لمن يحتاجون إلى فرص عمل أو دعم معنوي، ليصبح برنامجه بمثابة جسر تواصل بين أبناء الريف في المهجر.
إقرأ ايضاً
نجاح باهر ودور اجتماعي فريد
حقق برنامج فهيد نجاحاً كبيراً بين المغتربين، لما يقدمه من دعم نفسي واجتماعي، إضافة إلى كونه منصة للتعبير عن الهموم والمشاكل اليومية. هذا النجاح يعكس قوة المحتوى الواقعي وقربه من قلوب المتابعين الذين وجدوا فيه صوتاً يعبر عنهم.
ظاهرة تستحق المتابعة
يعد فهيد نموذجاً فريداً في استخدام وسائل التواصل الاجتماعي لخدمة مجتمعه، وتحويل منصة ترفيهية إلى منبر للتعبير والمواساة. قصصه تستحق أن تُروى، وبثه المباشر يستحق المتابعة لما يحمله من رسائل إنسانية عميقة.
بهذا النجاح، أثبت فهيد أن الإعلام الرقمي يمكن أن يكون له دور اجتماعي وإنساني كبير، وأن صوت المغتربين يمكن أن يصل إلى العالم بأسره، فقط إذا وُجد منبر صادق يُعبّر عنهم.