أريفينو : 25 أبريل 2025.
يكتبها الدكتور : نورالدين البركاني
الإصلاح ليس مجرد قرارات فوقية أو مشاريع قوانين تُعرض على المنابر، بل هو مسار متكامل يحتاج إلى إرادة سياسية صادقة للحكومة، وميزانية عادلة تُراعي متطلبات الواقع، وتُعلي من شأن العنصر البشري، باعتباره الأساس في كل نهضة حقيقية.
الإنسان هو محور كل إصلاح. فلا يمكن أن نتحدث عن تنمية شاملة ونحن نتجاهل أوضاع العامل، الحارس، الموظف البسيط، عامل النظافة، سائق سيارة الأجرة، الحرفي، الخباز، الفلاح، وكل من يكدّ ويجتهد في صمت من أجل لقمة عيش كريمة. هؤلاء ينبغي ألا تقل أجورهم عن المستوى الذي يضمن لهم كرامة العيش واستقرار الأسرة.
أما الموظف الجاد، النزيه، والمتميز في أداء مهامه، فيستحق أن يُكافأ بمنح وعلاوات تُحفّزه، وتُعزّز انتماءه إلى الوظيفة العمومية، وتُشجّعه على مزيد من العطاء.
إقرأ ايضاً
رجال الأمن، رجال الدرك الملكي، رجال الإطفاء، القوات المساعدة، أعوان السلطة، الأطباء، الصيادلة، الممرضون، المهندسون، الأساتذة، المربون، القضاة، المحامون، العدول، التقنيون، المفتشون، العاملون في القطاع الخاص، المشتغلون في قطاع النقل، الإعلاميون، والفاعلون في الشأن الديني… جميعهم يُشكّلون أعمدة أساسية في بناء الوطن، ويستحق كل واحد منهم أجراً محترماً، وظروف عمل تحفظ كرامته، وتمكّنه من أداء مهامه بمسؤولية وطمأنينة.
أما من يتقلدون مناصب المسؤولية، من قضاة وولاة وعمال وقياد وباشوات ومديرين… فإن النزاهة والتفاني في خدمة المواطنين وتطبيق القوانين، يجب أن تُقابل بالتقدير والتحفيز، حتى تكون القدوة حاضرة في موقع القرار.
إن الإصلاح الحقيقي يبدأ من الإنسان، من تمكينه من حقوقه، وصون كرامته، وخلق بيئة تزرع الثقة، وتُحفّز على الإبداع. فلا تنمية بلا إنسان مكرَّم، ولا تقدم بلا عدالة اجتماعية تحفظ لكل فرد مكانته ودوره في هذا الوطن العزيز.
د. نورالدين البركاني // صيدلاني و برلماني سابق.
