أريفينو : 21 أبريل 2025.
بقلم // د. نورالدين البركاني
الحاكم الحكيم نعمة من أعظم نعم الله على الشعوب. به تُصان الأرواح، وتُحفظ الأوطان، وتُبنى الدول على أسس من العقل والبصيرة والتخطيط الرشيد. فهو لا يتسرع في قراراته، ولا يركن إلى نزوات آنية أو ردّات فعل عاطفية. بل يحيط نفسه بأهل الخبرة، ويزن الأمور بميزان العقل والمصلحة العامة، ويضع نصب عينيه مآلات الأمور قبل خوض غمارها.
أما الحاكم المتهور، فهو نقمة على شعبه قبل أن يكون نقمة على نفسه. لا يُفرّق بين العزيمة والمجازفة، ولا بين الجرأة والطيش، يقرّر في ساعة غضب، وينفذ في لحظة اندفاع، دون روية أو مشورة أو تقدير للعواقب. والنتيجة: شعوب تُزَجّ في حروب عبثية، تُهلك فيها الأرواح، وتُستنزف الثروات، وتُهدَم الأوطان، تحت شعار البطولة، بينما الحقيقة أن الأمر لا يعدو أن يكون انتحارًا جماعيًا من أجل نزوة زعيم.
لقد علّمتنا التجارب القريبة والبعيدة أن التهور في الحكم لا يجلب إلا الويلات. انظر إلى أحوال بعض الشعوب التي غرّر بها حكامها، فصاروا لاجئين في الأرض، ضائعين بين الحدود، منهكين من الحروب، مقهورين من القهر والجوع والضياع.
والحمد لله، أننا في هذا الوطن نعيش في ظل قيادة متبصّرة، تتّخذ قراراتها بحكمة، وتُجنّب البلاد ويلات التهور والعشوائية. فمهما اختلفت الآراء، تبقى نعمة الاستقرار والأمن تحت ظل قيادة راشدة، أمرًا لا يقدّر بثمن.
نسأل الله دوام الأمن، ودوام الحكمة في القرار، وأن يرزقنا دائمًا من يسوس أمرنا بالعدل والعقل والرؤية الحكيمة.
