مولاي الحسن يكتب ..إسبانيا بين الأمس واليوم.. حين يضيء الجار دربك

2 مايو 2025آخر تحديث :
مولاي الحسن يكتب ..إسبانيا بين الأمس واليوم.. حين يضيء الجار دربك

اريفينو بقلم مولاي الحسن بن سيدي علي

في لحظة غير منتظرة، خيم الظلام على مدن إسبانيا وانقطع التواصل، وتعطلت مرافق حيوية ومحطات قطار ومترو، وساد القلق الشوارع والساحات، فتوجه الناس إلى الأسواق الكبرى لاقتناء حاجياتهم الضرورية من ماء وغذاء وشمع ومصابيح. 

أُغلقت المقاهي والمطاعم، وخيم على الوجوه ذهول يذكرنا بأيام الجائحة. لا حديث إلا عن الأزمة، ولا همّ للناس سوى تجاوز هذه المحنة المفاجئة التي أثرت في الحياة الاقتصادية والاجتماعية والنفسية.

وسط هذا الوضع المربك، تجندت السلطات، وتحركت الطاقات الحيوية لتدارك الأمر، وسرعان ما بادرت المملكة المغربية والجمهورية الفرنسية، بكل سخاء وتجرد، إلى تقديم الدعم والمساعدة لجارتهما إسبانيا. فكان لذلك عظيم الأثر في تسريع ربط الكهرباء من جديد، لتتنفس البلاد الصعداء، ويرتفع في الأفق شعور بالأمان والتقدير. وقد عبر رئيس الحكومة الإسبانية عن امتنانه العميق لهذين البلدين الصديقين، مثمنًا وقوفهما النبيل.

أما أنا، فوجدتني عاجزًا عن حضور محاضرة مادة حقوق الإنسان، أتابع الأخبار عبر أصدقائي في الحديقة اليانعة التي انطفأت مصابيحها. ومع عودة النور، عمّت البيوت فرحة الأطفال والكبار، واستأنفت المدارس والمواصلات والمرافق العامة نشاطها المعتاد، واستعاد الناس تواصلهم، وتبادلوا التهاني بانقضاء الأزمة.

إقرأ ايضاً

وأدرك الجميع حينها أن الجار الحقيقي لا ينتظر النداء، بل يبادر تلقائيًا، يسندك بصمت، ويحب لك الخير من غير مَنٍّ ولا رياء. وحين يكون لك جار بهذه النُبل، فاعلم أنك محظوظ.

غمرتني سعادة عارمة حين سمعت من إسبانيين عن الدور الإنساني والنبيل الذي اضطلع به وطني المغرب، ليس فقط في هذه العزلة الطارئة، بل أيضًا خلال فيضانات سابقة. وهكذا، وكما عوّدنا، يبادر المغرب بقيادة عاهله جلالة الملك محمد السادس نصره الله، إلى مد يد العون لمن يحتاج، في صمت الكبار وثقة الواثقين.

عاشت إسبانيا بلاد الجمال والروعة، وعاش المغرب، بلد العطاء والمروءة، سندًا وعونًا لكل من احتاج.

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


لا توجد مقلات اخرى

لا توجد مقلات اخرى

نستخدم ملفات الكوكيز لنسهل عليك استخدام موقعنا الإلكتروني ونكيف المحتوى والإعلانات وفقا لمتطلباتك واحتياجاتك الخاصة، لتوفير ميزات وسائل التواصل الاجتماعية ولتحليل حركة الزيارات لدينا...لمعرفة المزيد

موافق