هل الصحة للجميع في الناظور.. ؟؟

17 أغسطس 2024آخر تحديث :
هل الصحة للجميع في الناظور.. ؟؟

أريفينو : متابعة / 17 غشت 2024

هذا الموضوع سبق أن نشره زميلنا الدكتور الحسن بلعربي بمناسبة اليوم العالمي للصحة , لكن و جدنا أنه يتناسب مع الوقت الحالي الذي أصبحت المتاجرة بصحة المرضى في الناظور قد وصلت إلى حد لا يطاق و يندى له جبين كل ضمير حي سواء من المستشفيات العامة أو الخصوصية و حتى من المصحات التي ما زالت ترى في المريض البقرة الحلوب و مستمرة في وضع الشيك تحت الحساب قبل معالجة أي مريض , لكن لنا أمل وطيد في المصحتين القادمتين اللتين ستغيران الخريطة الصحية في الاقليم خاصة مصحة التخصصات القريبة من مدينة المهن و كذا مصحة ‘ أكديتال ‘ الدولية لتلقن بعض الدروس في العلاج لدكاكين شبه العلاج بالناظور .. نتمنى صادقين أن يتغير الوضع الصحي من الأسوأ البئيس إلى الأحسن الذي يتوق إليه أهل الناظور الشرفاء , و يتوقف نزيف المتاجرة بصحة الناس و التنقل إلى مدن مغربية أخرى بحثا عن علاج أجود لكن البسطاء الفقراء المنهكين لا يستطيعون خوض هذه المغامرات نتيجة التكلفة المرتفعة مع التنقل و المبيت لأيام و كذا الأثمنة الخيالية التي تطلب من المرضى خاصة إذا علموا أن القادم من الناظور , كأن أهل الناظور كلهم تجار حشيش و يتوسدون على الملايير , لكن الحقيقة أمر من ذلك..

صادف يوم سابع أبريل من كل سنة اليوم العالمي للصحة، ويعتبر فرصة لنتذكر فيها بأن الصحة تاج فوق رؤوس الأصحاء لايراه إلا المرضى، من منا لم يعان يوما من أزمة صحية سواء هو أو أحد أقربائه؟.

اليوم ونحن نحتفي بهذا اليوم، من الضروري إلقاء الضوء على قطاع الصحة بالمغرب وفي المناطق التي يعيش فيها أهلنا، هي فرصة للتعبير عن إنشغالاتنا وما يؤرق منامنا من جراء تدهور هذا القطاع.

كل التقارير، كانت وطنية أو دولية، تشير الى أن قطاع الصحة بالمغرب هش لا يواكب طموحات المغاربة، وأن هناك سنوات كثيرة من تراكم النقص في الموارد المالية المخصصة وفي الموارد البشرية المؤهلة، خاصة خارج دوائر المدن الكبرى.

لا داعي لإستعراض الأرقام، فلا أحد منا يشك بأن هناك خصاص كمي ونوعي في الخدمات الصحية بالمغرب؛ الثغرة كبيرة ولا مجال لضياع الوقت.

كأغلبية المواطنين قد عانيت وعائلتي من تداعيات هذا النقص الكبير، في جودة الخدمات الصحية خارج المدن الكبرى؛ فنحن في “جهة الشرق” كلما مرض أحد منا ولم يستجب للمضادات الحيوية فعليه الإتجاه الى الرباط أو الدار البيضاء بحثا عن التطبيب، طبعا إذا سمحت له بذالك ظروفه المادية وكتب له طول العمر للوصول الى تلك المدن.

علينا بذلك تحمل مصاريف السفر والإيواء، حيث لايمكن إستردادها حتى وإن كان الشخص منا منخرطا لدى صناديق التأمين، والأكيد هو أننا مازلنا بعيدين على أن يكون هناك توازن ومساواة في التوزيع الجغرافي للخدمات الصحية بالمغرب.

أزمة الصحة في المغرب لا تقتصر فقط على قطاعها العام، بل تشمل الخاص أيضا وخاصة خارج المدن الكبرى، إذ نجد نقصا حادا في الأطر الصحية المؤهلة وقلة الأجهزة الطبية.

خلال السنوات الأخيرة إضطررت للجوء الى بعض العيادات والمصحات الخاصة مرافقا لأحد أفراد عائلتي (في “جهة الشرق”) أثناء عطلي التي أقضيها في المغرب، وفي أغلب الأحيان في المدينة التي رأيت فيها النور (مدينة الناظور)، وكثيرا ما اندهشت من النقص الكبير في جودة الخدمات ورداءة البنايات التحتية التي غالبا ما تكون غير منصفة للفاتورة التي يؤديها المواطن في هذه المنطقة من الوطن الحبيب.

أستغرب عندما أجد عيادات أطباء في الطابق الثالث أو الرابع في عمارات بدون مصاعد، فالجهد الذي يبذله المريض كبير، حيث يتطلب منه عدة محطات للإستراحة، فتجد وأنت تصعد السلم أشخاصا، خاصة المسنين المرضى منهم، يلهثون و في حالة يرثى لها من شدة الجهد وتتسائل عن السب الذي يجعل هؤلاء الأطباء لا ينقلون عياداتهم الى أماكن سهلة الولوج.

ثم إنك عندما تصل إلى العيادة وتجول عيونك في المكان تتفاجئ من الأعداد الكبيرة من المرضى الذين ينتظرون دورهم، وقد يستغرق الإنتظار ساعات طوال.

أتذكر مرة أنني رافقت زوجتي الى عيادة طبيب مختص فصدمت من رداءة المكان وإتساخه، مع أن الفاتورة التي أديناها حينذاك تكفي لشراء مواد نظافة لمدة لا تقل عن شهرين.

قد يكون عدد مثل هؤلاء المهنيين الذين يلهثون وراء الربح السريع أقلية، لكن الضرر الملحق بالمهنة والمهنيين كبير جدا، لاشك في أن هناك من يتفانى في عمله بضمير حي، لذا فإنه من الواجب إنصاف هؤلاء بعدم التستر عن من يود المتاجرة فقط على حساب كل الإعتبارات الأخرى.

إنه ليس من العدل أن تكون الفجوة كبيرة الى هذا الحد بيننا وبين إخواننا في المدن الكبرى، أما حان الوقت للعمل على إدراك الخصاص الذي نعاني منه بإرادة سياسية قوية بعيدا عن المزايدات السياسة والخطابات الشعبوية في مواسم الإنتخابات؟

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


لا توجد مقلات اخرى

لا توجد مقلات اخرى

نستخدم ملفات الكوكيز لنسهل عليك استخدام موقعنا الإلكتروني ونكيف المحتوى والإعلانات وفقا لمتطلباتك واحتياجاتك الخاصة، لتوفير ميزات وسائل التواصل الاجتماعية ولتحليل حركة الزيارات لدينا...لمعرفة المزيد

موافق