مقرش محمد
في ظل واقع يغلب عليه الإهمال والتهميش، تعود ساكنة حي الجوهرة بمدينة سلوان لتُذكّر من جديد بأن الوعود الانتخابية وحدها لا تعبّد الشوارع، ولا تداوي معاناة اليومي البئيس… فمع تكرار المواسم الانتخابية وتعاقب الوجوه السياسية، ظلّ حي الجوهرة شاهداً على مسلسل من التجاهل الممنهج، وواقعٍ تنمحي فيه أولويات الكرامة من جدول اهتمام المسؤولين.
الوثيقة التي وجهتها جمعية الجوهرة للبيئة والتنمية المستدامة إلى رئيس جماعة سلوان، والتي تلتمس من خلالها إدراج نقطة في جدول دورة ماي تخصّ تزفيت شوارع وأزقة الحي، ليست سوى صرخة ضمن صرخات كثيرة رفعتها الساكنة مراراً وتكراراً. صرخة من أجل طريق صالح للسير، من أجل محيط خالٍ من الغبار والحفر والمياه الراكدة، من أجل حيّ يحترم أبسط معايير العيش الكريم.
فالساكنة اليوم لم تعد تطالب بما هو ترفيهي أو ثانوي، بل تطلب أبسط الحقوق: الحق في طريق ممهد، في حيّ نظيف، في فضاء لا يُقصي قاطنيه من خريطة التنمية،وهي تُعَوّل على أن يكون رئيس المجلس البلدي هذه المرة عند مستوى الثقة، وأن يستجيب لهذا المطلب المشروع والعاجل، بجدّية ووضوح، عبر إدراجه في جدول الدورات المقبلة والمصادقة عليه.
إقرأ ايضاً
إن الوضع في حي الجوهرة لم يعد يحتمل مزيدًا من التجاهل، والتنمية الحضرية لا تُقاس بعدد الخطابات أو اللافتات، بل بمدى ملامستها للواقع الميداني، لذلك، فإن أمل الساكنة اليوم أن تتحول هذه المراسلة من مجرد وثيقة إدارية إلى قرار فعلي، يُرصد له ما يلزم من موارد، ويُترجم إلى أشغال تزفيت تُنهي سنوات من المعاناة.
فهل تكون دورة ماي هي بداية العدّ العكسي للإنصاف؟ وهل يصغي المجلس لصوت الشارع الجوهري، فيُعيد للحي بعضًا من كرامته المعبدة بالإرادة؟
الجواب… في يد المسؤولين.
