كلية الناظور.. مصنع للعلم، ومصدر للفخر

بقلم: محمد الحدوشي
ها هي الكلية المتعددة التخصصات بالناظور، تنسج من جديد خيوط الفرح والتألق، وتُهدي الوطن دفعة جديدة من خريجيها الذين نهلوا من معين المعرفة، وتشرّبوا من قيم الانضباط والاجتهاد، ليكونوا سفراء للعلم والتكوين في مختلف ربوع الوطن وخارجه.
إنه موسم الحصاد، موسم القطاف العلمي، حيث لا يكاد يمر يوم من أيام الشهرين الأخيرين إلا وتعانق أسماعنا زغاريد الفخر والفرح في أروقة الكلية ومدرجاتها، احتفاءً بتخرج ثلة من طلبة الماستر والدكتوراه، الذين بصموا على مسارات أكاديمية مشرّفة، وتميزوا بأبحاثهم الجادة ومقارباتهم الرصينة، مؤكدين أن الاجتهاد والمثابرة يثمران دومًا نجاحًا يستحق الاحتفال والتقدير.
بكل اعتزاز، أثبت طلبة الكلية تميزهم وتفوقهم ليس فقط داخل الفصول والمدرجات، بل أيضًا خارج أسوار المؤسسة، من خلال مشاركاتهم المشرّفة وانخراطهم الإيجابي في مختلف الأنشطة العلمية والميدانية. فقد تألقوا في الندوات والملتقيات والعيادة القانونية، وشاركوا بفعالية في الأيام الدراسية التي نظمت بالناظور، والتي همّت مختلف التخصصات، حيث أبانوا عن نضج فكري، ورصانة في الطرح، وعمق في التحليل، نال استحسان الأساتذة والمهتمين
كما كانت المحاكمة الصورية التي نظمتها الكلية الشهر الماضي محطة مفصلية، أبان فيها الطلبة عن علو كعبهم وتملكهم لأدوات الترافع والبحث القانوني، مما يعكس جودة التكوين الأكاديمي الذي يتلقونه.
وليس هذا فحسب، بل يُحسب للطلبة أيضًا نجاحهم اللافت في عدة مباريات وطنية في مجالات متعددة، سواء تعلق الأمر بسلك القضاء، أو مهن المحاماة، أو التدريس، وغيرها من المسارات العلمية والمهنية، ليؤكدوا بذلك أن خريجي الكلية المتعددة التخصصات بالناظور هم طاقات صاعدة في سماء الكفاءة والتميز.
ولعل هذا النجاح لم يكن ليتحقق لولا الجهود الجبارة التي تبذلها أسرة الكلية، من طاقم إداري محترف ومتفانٍ في أداء مهامه، وهيئة تدريسية تضم نخبة من الأساتذة والباحثين الذين لا يبخلون بعصارة فكرهم وخبراتهم التكوينية من أجل بناء جيل أكاديمي متمكن ومؤهل.
ولا يسعنا في هذا المقام إلا أن نشيد بالدور الريادي للسيد عميد الكلية، الذي لا يدخر جهدًا في سبيل دعم المشاريع العلمية والبيداغوجية، وتشجيع الطلبة على الإبداع والتفوق، وحرصه المستمر على توفير بيئة جامعية يسودها الاحترام والانضباط، وتسير بخطى ثابتة نحو التميز والريادة.
وفي زمن تكاثرت فيه مظاهر العبث داخل بعض المؤسسات الجامعية، تبقى كلية الناظور استثناءً مضيئًا، وفضاءً جامعياً تسوده القيم، وتحكمه المسؤولية، وتنبض فيه روح البحث والعطاء، في انسجام قلّ نظيره.
فتحية إجلال وإكبار لكل الأيادي التي سهرت على إنجاح هذا المسار، ولكل من ساهم في إعداد هذه الكوكبة من الخريجين والخريجات، الذين سيلتحقون اليوم بعالم الممارسة والعطاء، وهم مزودون بالعلم، مشبعون بالقيم، مستعدون لخوض غمار المستقبل بكل ثقة واقتدار.
مزيدًا من التألق، مزيدًا من العطاء… والكلية متعددة التخصصات بالناظور تمضي قدمًا نحو الريادة.




































































