لعنة الصمت تضرب بقوة.. كيف تحولت جوهرة الناظور إلى منطقة مهجورة في ذروة الموسم السياحي؟
أريفينو.نت/خاص
في تناقض صارخ مع الحيوية التي تعج بها المناطق الساحلية في ذروة الموسم الصيفي، تبدو بلدة رأس الماء وكأنها قد دخلت في سبات عميق، متخلية قسراً عن بهجة الصيف وحركيته المعهودة.
يكفي الزائر أن يتجول قليلاً ليدرك أن سكوناً مقلقاً قد فرض نفسه سيداً على المكان. لا وجود للأنشطة المعتادة، ولا أثر لتلك الحركية التجارية، بل إن الحضور البشري الذي يضفي على الشوارع والأسواق والمقاهي والشواطئ روحها قد تلاشى بشكل لافت. الأزقة تبدو شبه خالية، والشواطئ هادئة على نحو يثير الاستغراب، حتى البحر يبدو وكأنه زاهد في استقبال ضجيج المصطافين الذي يميز هذا الوقت من كل عام.
من سرق بهجة الصيف؟ تساؤلات حارقة في قلب الركود
وسط هذا الجمود المحير، تتردد على ألسنة السكان المحليين والزوار النادرين أسئلة ملحة وبنبرة واحدة: أين هي المبادرات القادرة على تحريك عجلة الحياة؟ كيف لمنطقة تمتلك كل المقومات الطبيعية لتكون وجهة سياحية وطنية بامتياز، أن تستسلم بهذا الشكل لفراغ قاتل وصيف باهت يوشك أن ينتهي دون أن يترك أي أثر يذكر؟
إن رأس الماء تستحق مصيراً أفضل من هذا الصمت المطبق، وصيفاً أكثر حيوية ونكهة. هي في أمس الحاجة اليوم إلى جرأة في التفكير ومبادرات خلاقة من مسؤوليها وساكنتها ومستثمريها، لانتشالها من هذا الركود وإعادة البريق الذي تستحقه على خريطة السياحة المغربية.