“مقبرة الأحياء بالناظور”.. “ماري واري” البوابة المنسية التي “دفنت” ساكنتها.. وصرخة مقاومة عمرها 90 عاماً تكشف المستور!
أريفينو.نت/خاص
على أقصى الشريط الحدودي الفاصل بين إقليم الناظور ومدينة مليلية المحتلة، تقف منطقة “ماري واري” التابعة لجماعة بني شيكر كشاهد صامت على موت بطيء، حيث تحول المعبر الذي كان يوماً شرياناً اقتصادياً حيوياً إلى بوابة موصدة نحو النسيان والتهميش المطلق.
ما كان في الماضي نقطة عبور مزدهرة تعج بالحياة والنشاط التجاري، أصبح اليوم مجرد أطلال تختزل كل معاني الإقصاء والمعاناة، مع استمرار إغلاقه منذ سنوات.
هنا توقف الزمن.. بوابة ازدهار تحولت إلى خراب!
منذ أكثر من أربع سنوات، ومع استمرار إغلاق الحدود بشكل كامل، توقفت عجلة الحياة في “ماري واري”. أغلقت المحلات التجارية والمقاهي أبوابها، وهجرها أصحابها، لتتآكل البنية التحتية المتهالكة أصلاً. طرق محفرة، غياب تام للماء الصالح للشرب، انتشار كثيف للنفايات، ومجارٍ متهالكة تنبعث منها روائح كريهة.. هذا هو المشهد اليومي الذي يعيشه من تبقى من سكان هذه النقطة الحدودية المنسية.
صرخة الحاجة “مونا”.. “90 عاماً من النسيان”!
تجلس الحاجة “مونا”، التي تجاوزت التسعين من عمرها، كرمز صامد لتاريخ المنطقة ومعاناتها. تتحدث بحرقة وألم وتقول: “أعيش هنا منذ أكثر من 90 سنة، وكنت من النساء اللائي شاركن في المقاومة إلى جانب المغفور له محمد الخامس… وللأسف، لم يتغير شيء هنا منذ الاستقلال. لا طرق، لا ماء، ولا مسؤول واحد يسمعنا أو يهتم بمعاناتنا”. شهادتها تختزل عقوداً من التهميش الذي لم يتوقف.
“إقبار ممنهج”.. شباب المنطقة يطالبون بحقهم في الحياة!
يرفع كمال السليماني، أحد أبناء المنطقة، صوته عالياً ضد ما وصفه بـ”الإقبار الممنهج” الذي تتعرض له “ماري واري”. ويطالب الدولة بالتدخل العاجل لإعادة فتح المعبر المغلق منذ عام 2014، ووضع حد لمعاناة السكان قائلاً: “لا يوجد أي بديل اقتصادي، لا صحة، لا ملاعب، لا نقل، لا إنارة، ولا أي شكل من أشكال التنمية.. هذا الوضع يهدد استقرارنا ويدفعنا نحو المجهول”. ورغم الوقفات الاحتجاجية التي تنظمها الساكنة منذ عام 2013، لا تزال أبواب المعبر مغلقة، مما يضطر الجميع لسلوك معبر فرخانة البعيد، ويزيد من عزلتهم ومعاناتهم.