لحم الفقير حلم بعيد المنال.. نار الأسعار تلتهم جيوب المغاربة والحكومة عاجزة والكيلو يتجاوز هذا الرقم الخيالي!

أريفينو.نت/خاص

على الرغم من كافة التدخلات الحكومية التي وُعد بها لضبط الأسعار، لا تزال أسعار اللحوم الحمراء في المغرب تحلق عالياً، حيث استقرت على موجة الغلاء التي تضرب جيوب المواطنين منذ أشهر طويلة، ولم تفلح فترة عيد الأضحى إلا في تحقيق انخفاض مؤقت سرعان ما تبخر.

وفي جولة ميدانية بالأسواق ومحلات الجزارة، يتضح أن “الاستقرار على وقع الغلاء” هو سيد الموقف، حيث أن الأسعار الملتهبة أصبحت هي القاعدة الجديدة.

جولة في الأسواق.. الأسعار “تحلق” بعيداً عن القدرة الشرائية!

تُظهر لوائح الأسعار واقعاً صعباً على المستهلك؛ إذ لا يزال سعر الكيلوغرام الواحد من فخذ الغنم “الجيكو” يتجاوز عتبة 120 درهماً، بينما يُباع لحم الخروف والعجل بالتقسيط في حدود 110 دراهم للكيلوغرام. أما الأصناف الأكثر طلباً مثل “الكفتة”، وشرائح “الهبرة”، و”الصوصيص”، فتتأرجح أسعارها بين 120 و130 درهماً. وفي أسواق الجملة داخل المجازر الجهوية، لا يقل الوضع صعوبة، حيث تُباع لحوم العجل بين 90 و100 درهم، ولحم الغنم لا يقل عن 110 دراهم للكيلوغرام.

المستهلك يتكيف والطلب “يجمد” في عز الصيف!

يؤكد مهنيو القطاع أن الطلب على اللحوم الحمراء لا يزال في مستويات ضعيفة جداً. فخلافاً للمعتاد، لم تسجل الأسواق أي انتعاشة تُذكر مع حلول فصل الصيف، الذي كان يُعرف سابقاً بنشاطه بفعل كثرة المناسبات الاجتماعية كحفلات الزواج والعقيقة. ويبدو أن المستهلك المغربي، وخصوصاً المنتمي للطبقة المتوسطة، قد بدأ في التكيف مع هذا الواقع المرير، حيث خفتت حدة الاحتجاجات والاستنكار التي كانت تسود في السابق.

معركة الجودة.. لماذا يرفض المغاربة اللحوم المستوردة؟

في ظل هذا الغلاء، ورغم توفر اللحوم المستوردة من الخارج كبديل، إلا أنها لم تنجح في كسب ثقة المستهلك المغربي. ويتحدث الجزارون والعاملون في القطاع أن تفضيل الزبائن لا يزال يميل بشكل كاسح نحو اللحوم المحلية، نظراً لجودتها وطعمها المميز. أما اللحوم المستوردة، خاصة تلك القادمة من دول أمريكا اللاتينية، فلا تزال تعاني من ضعف الإقبال عليها، حيث توصف بأنها أقل جودة، مما يجعل المستهلك يفضل شراء كمية أقل من اللحم المحلي على شراء كمية أكبر من المستورد.