أريفينو/محمد سالكة
على سبيل التقديم:
”رغم حداثة عهدها وقلة خبرتها، إلا أن دورها يزداد انتشاراً وسرعة تفوق أمهات الجمعيات التي سبقتها بسنوات.. ورغم أنها بلا مقرّ دائم إلا أنها موجودة في كلّ مكان بدوار إحدوثن بأركمان؛ النية الطيبة، الإرادة والعزيمة، الضمير الحاضر، التنظيم في العمل والمواظبة والسهر والصبر على تنفيذه، والرغبة بخدمة الناس وحُسنُ التواصل، سرّ النجاح والانتشار الذي تحصده جمعية إحدوثن للأعمال الإجتماعية”.
بعد سنين من العزلة:
تعتبر الطريق الجماعية الرابطة بين دوار إحدوثن ومجموعة من الدواوير بجماعة أركمان من اهم الشرايين التي تستفيد منها الساكنة.. منطقة إحدوثن المعروفة بتنوع غلافها النباتي واشجارها المثمرة … لكن جل منتوجاتها لا تسوق لصعوبة حملها واخراجها الى خارج المنطقة إضافة إلى صعوبة التنقل والسبب الرئيس هو العزلة التي تعيشها هذه المنطقة جراء وعورة تضاريسها..من هنا يبدو أنه لم يبق لسكان المنطقة من امل الا الاعتماد على النفس وتأسيس جمعيات المجتمع المدني والتآزر فيما بينهم ، وفي هذا الاطار جاءت مبادرة جمعية إحدوثن للأعمال الاجتماعية رغم حداثة العهد على تأسيسها، فبادرت بعد طول انتظار الى اخذ المبادرة وتنقية المسالك الطرقية وتعبيدها لمسافة كلّفت أشغالها أيام طوال فما كان عليها إلا أن بدأت بشق الطريق وفك العزلة لمسافة أربع كيلومتر.
ومن جانب ذي صلة فقد سبق لجمعية إحدوثن للأعمال الاجتماعية أن قامت بعدة أوراش تنموية بالمنطقة تمثلت أساسا في تقويم وتهيئة مجموعة من المسالك القروية.
ارتسامات:
وفي لقاء به نوه عبد الصمد أقويس ممثل الدائرة الإنتخابية بمجهودات أعضاء ومنخرطي الجمعية والمتعاطفين معها خاصة أبناء المنطقة المقيمين بديار الغربة، كما تطرق لمشكل الجمعية التي تنظم أنشطتها الخيرية والتنموية بإمكانيات مادية متواضعة راجيا ممن له الغيرة على المنطقة المساهمة في إنجاح مثل هذه الحملات والأوراش التي تستهدف خدمة الصالح العام لدوار إحدوثن بقبيلة كبدانة.
هذا وأضاف عبد الصمد أقويس أن المبادرات الإنسانية والخيرية والتطوعية التي تقوم بها الجمعية هي في أمس الحاجة إلى ذوي الأريحية والقلوب الرحيمة من المحسنين داخل وخارج أرض الوطن لمد يد العون للمبادرات الإنسانية والعمل الخيري التي تسهر عليها جمعية إحدوثن للأعمال الإجتماعية التي أصبحت تشق طريقها لتصبح من الأسماء البارزة على الساحة التطوعية بكبدانة إلى جانب جمعيات أخرى لها نفس الأهداف.
مشاريع تلوح في الأفق:
هذا وستقوم الجمعية خلال الأشطر المقبلة بمشاريع تهم النهوض بمنطقتهم خصوصا على المستوى البيئي والتعليمي كتوفير الماء الشروب وبناء مستوصف وترميم المدرسة وتوفير سيارة إسعاف ستستفيد منها ساكنة المنطقة وبشهادة الجميع فقد عرفت الجمعية في ولايتها حراكا إيجابيا بالقبيلة، كما تركت هذه الإنجازات انطباعات جيدة لدى المواطنين الذين عبروا عن شكرهم وامتنانهم لجمعيتهم لما قدمته من تضحيات جسام وخدمات رائعة، وإنجازات متميزة أدخلت السعادة للنفوس وأبهَجَتها.ويرى سكان دوار إحدوثن أن الطريق ستؤثر بشكل ايجابي على حياة السكان وأن ملامح ذلك بدأت تتضح للعيان، وسط دعوة السكان إلى استمرار مثل هذه المشاريع.
والجدير بالذكر أن المشروع دعت له جمعية إحدوثن للأعمال الإجتماعية التي تضم مجموعة من الغيورين والمحسنين داخل وخارج أرض الوطن، ويعتبر هذا المشروع الذي سيستمر لأيام بداية لورشات مستمرة هدفها إبراز مؤهلات المنطقة وفك العزلة والمساهمة في إيجاد الحلول الناجعة للمشاكل التي تتخبط فيها الساكنة.
وللإشارة أيضا فإن تعبيد ذات الطريق ما هو إلا بوابة لمشروع لو كتب له النجاح لخلق طفرة نوعية بالمنطقة إذ تأتي هاته الالتفاتة من طرف الجمعية تتمة لحراك يروم إعطاء الانطلاقة الحقيقية للتنمية بالمنطقة، وتأهيلها وفق مقاربة شمولية بعيدا عن الجمعيات التي تحكم على النوايا.