كل عام وأنت مهاجر 2016

27 أغسطس 2016آخر تحديث :
كل عام وأنت مهاجر 2016

منبر الرأي.

كل عام وأنت مهاجر 2016

بقلم : الدكتور الحسن بلعربي/ استاذ جامعي وباحث بجامعة ألميريا بإسبانيا

 

في العاشر من شهر غشت وككل سنة، يحتفل الشعب المغربي باليوم الوطني للمهاجر، وذلك تكريما وتقديرا لمغاربة العالم الذين قدموا الشيء الكثير لوطنهم الأم، ولا زالوا مستعدين لتقديم الغالي والنفيس لأرض أسلافهم. تلك الأرض التي يحملون حبها الى أكثر من مائة دولة في المعمور. وقد ابتدأ الاحتفال باليوم الوطني للمهاجر منذ سنة 2003 بقرار من صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله.

اهتمام المملكة المغربية بمغاربة المهجر في تزايد مستمر نظرا للتحديات الكثيرة التي تعرقل مسارهم، بالإضافة إلى الأهمية التي تعنيها مشاركتهم في تنمية المغرب، وخاصة أن الهجرة المغربية عرفت تحولا كبيرا في الفترات الأخيرة.

هذه الشريحة التي يصل تعدادها حوالي خمس ملايين (منهم 4.163.000 مسجلون في القنصليات والسفارات والمكاتب الدبلوماسية)، أي حوالي ضعف سكان دولة قطر، او ثلاثة أضعاف سكان مملكة البحرين، و تكون قوة تعدادية هائلة، بالاضافة الى احتوائها أيضا على قدرات ومهارات ذهنية لا يستهان بها، فبعد أن كانوا سواعد تبني أوروبا، أصبحت أيضا الكثير منهم تشارك في التسيير المؤسساتي وتحتل المراكز العليا في بلدان الإقامة، وهنا تكمن فرصة الاستثمار في تلك الكفاءات، والمغرب أحوج إليها خصوصا في التكنولوجيات الحديثة وفي التسيير المؤسساتي والحكامة الجيدة.

لقد فتح المغرب أوراشا كبيرة وطموحة في كثير من المجالات، ومن الواضح أنه في حاجة الى موارد بشريه جد مؤهلة وخاصة، مع انطلاق الجهوية المتقدمة التي تعد المكان الطبيعي للإ ستثمار في تلك الكفاءات والطاقات التي تتوفر عليها الجالية المغربية، والتي نسمع عنها كل يوم في المنابر الإعلامية بفضل نجاحاتها في كل الميادين، وخير دليل على ذلك أنه أصبح تقليدا لدى عاهل البلاد توشيح كل سنة صدور بعض من هؤلاء الذين ذاع صيتهم في المعمور.

اليوم ونحن نحتفل بهذا اليوم، بشيء من الحزن ألفت الإنتباه الى ماصدر من كلام عن السيد رئيس الحكومة المغربية في الايام القليلة الماضية، حول موضوع المشاركة السياسية لمغاربة المهجر في وطنهم الأم، وكلامه الذي مال الى التوبيخ لمن ينتقدونه منهم، وإلى دعوته لمغاربة العالم بالمشاركة السياسية في بلدان إقامتهم.

كمغربي من المهجر لدي بعض التساؤلات:

كيف يقول هذا وحزبه قد حمل شعار نعم لهذه المشاركة في حملته الإنتخابية لسنة 2011 ؟

كيف يوبخ من ينتقدوه من مغاربة العالم وهم لم يطالبوا الا باستكمال مواطنتهم المغربية بإشراكهم في تسيير شؤون بلادهم ، وهذا حق دستوري؟

كيف يتكلم عن المشاركة السياسية لهؤلاء المغاربة في بلدان إقامتهم وحكومته لم تنزل الفصل 30 من الدستور الذي ينص على مشاركة الأجانب المقيمين في المغرب في الإنتخابات المحلية المغربية، والذي كان تنزيله سيسمح للمغرب بمطالبة دول كثيرة بتطبيق مبدأ المعاملة بالمثل، وهذا كان سيعزز المشاركة السياسية لمغاربة المهجر في بلدان إقامتهم؟

أو لم يكن الأجدر به أن يتواضع ويطلب منهم المعذرة لإهماله تنزيل القوانين التي كانت ستعزز مكانة مغاربة العالم داخل وخارج وطنهم؟

بهذه المناسبة، والانتخابات البرلمانية في المغرب على الأبواب، أذكر السيد رئيس الحكومه المغربية بأن المواطنة العابرة للحدود هي الجواب الصحيح لزمن تسود فيه العولمة، وأن الإزدواجية التشاركية من أهم شروطها. ثم أقول له أن الحب بين طرفين لا يستكمل الا بالثقة المتبادلة، وبأن الجالية المغربية متمسكة بهذا الحب لهذا الوطن العزيز وواثقة بغد مشرق.

 

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


لا توجد مقلات اخرى

لا توجد مقلات اخرى

نستخدم ملفات الكوكيز لنسهل عليك استخدام موقعنا الإلكتروني ونكيف المحتوى والإعلانات وفقا لمتطلباتك واحتياجاتك الخاصة، لتوفير ميزات وسائل التواصل الاجتماعية ولتحليل حركة الزيارات لدينا...لمعرفة المزيد

موافق