الجزائر الى خطوة مأساوية ضد الشعب المغربي؟

5 مايو 2024آخر تحديث :
الجزائر الى خطوة مأساوية ضد الشعب المغربي؟

تتجه السلطات الجزائرية، نحو قطع العلاقات الإنسانية بين الشعبين المغربي والجزائري الشقيقين، من خلال قيامها بالتفكير في منع الأشقاء الجزائريين، من الوقوف عند النقطة الحدودية “بين لجراف” المتاخمة، وملاقاة إخوانهم المغاربة، بدعوى تفادي “الانزلاقات اللفظية” بين الشعبين.

وتأتي هذه الخطوة، في وقت تعيش فيه العلاقات المغربية الجزائرية، توترا يوصف بـ”الكبير”. وتعرف فيه الحدود البرية، إغلاقا تاما من طرف السلطات الجزائرية، مما جعل العديد من العائلات المغربية الجزائرية غير قادرة على السفر وزيارة بعضها البعض، بفعل القرارات المتخذة من قبل سلطات قصر المرادية.

وفي حال قيام السلطات الجزائرية بمنع الأشقاء الجزائريين من الوقوف في النقطة الحدودية “بين لجراف”، تكون قد قطعت صلة الأرحام بين العائلات المغربية الجزائرية الممزقة على ضفتي الحدود، والتي لم تجد غير هذه النقطة لتبادل تهاني العيد، بفعل إغلاق الحدودي البرية منذ سنة 1994.

قطع الأرحام
وفي هذا الصدد، قال الإعلامي الجزائري، وليد كبير، إن النظام الحاكم في الجزائر قطع أرحام الجزائريين والمغاربة منذ عام 1994، “عندما أقدم على غلق الحدود البرية، إثر فرض السلطات المغربية على الجزائريين التأشيرة، بعد حادثة اطلس إسني بمراكش”.

وأضاف وليد كبير، في تصريح إعلامي، أنه “خسرنا الكثير، وخسرت العائلات المغربية الجزائرية الكثير. واليوم هناك حديث عن التفكير في منع العائلات من الوقوف في المنطقة الحدودية بين لجراف في مدينة السعيدية، المتاخمة للحدود الجزائرية، بداعي تفادي الانزلاقات اللفظية بين الشعبين. وهذا كله ترهات، لأن تلك المنطقة كان معروف عنها، خصوصا في الأعياد، لأنها تشكل ملتقى العائلات المغربية الجزائرية”.

ويرى المتحدث، أن “النظام الحاكم في الجزائر، يزعجه التقارب بين الشعبين، ويريد قطع النسيج الاجتماعي والإنساني بين البلدين، بينما لا يريد للجزائريين أن يتنقلوا الى المغرب، لكي يروا الأخير على حقيقته التي يشوهها هذا النظام، عبر إعلامه بشكل يومي، بنهج سياسة إعلامية وبربوغاندا فيها الكثير من المغالطات حول المغرب”.

تسميم العلاقات الإنسانية
وأكد كبير، على أن هذه الأمور، تدخل في إطار “الاستراتيجية التي يعتمدها هذا النظام، الذي يبني وجوده على العداء تجاه البلد الجار”.

ولفت إلى أن “المعضلة الإنسانية تتفاقم بين البلدين، والعائلات المغربية الجزائرية التي لها أنساب وأصهار، وتتقاسم نفس الألقاب، بل تنتمي إلى نفس القبيلة، دفعت الثمن، وتتعرض لعقاب نفسي جماعي، من جراء الجرم المرتكب في حقها من قبل النظام الجزائري، الذي لم يراعي أواصر المحبة بين الشعبيين، ولا ما يجمعها، من الدين، واللغة، والأرحام”.

وخلص المصدر، قوله، إلى أن “هذا النظام، ضرب كل شيء عرض الحائط، وهو ينهج سياسة عدائية، الغاية منها تسميم العلاقات على المستوى الشعبي. بينما الشعب الجزائري لم يتبنى عداء هذا النظام تجاه المغرب، مما جعله يفكر في كيفية إخراج صراعه مع المغرب، من إطاره السياسي، ونقله إلى الإطار الشعبي، وهذا الأمر لا يبشر بالخير”، على حد قوله.

ملتقى العلاقات الممزقة
وتشكل منطقة “بين لجراف”، الواقعة بمدينة السعيدية، المُحاذية للشريط الحدودي المغربي الجزائري، نقطة تلاقي العديد من الأسر المغربية الجزائرية، حكمت عليها السياسة التي تنهجها سلطات قصر المرادية، بقطع صلة الرحم. إذ لم تجد غير هذا المكان لتبادل الحديث، في وقت تُصرُّ فيه السلطات الجزائرية على إغلاق الحدود البرية والجوية بين البلدين.

ودفع الوضع الذي توجد عليه الحدود المغربية الجزائرية، بهيئات حقوقية ومدنية، خلال السنوات الماضية، إلى خوض وقفات احتجاجية في مدينة السعيدية، للمطالبة بفتح الحدود البرية المغلقة، وهي الوقفات التي شارك فيها عائلات مغربية وجزائرية، ووصل صداها إلى الجزائر، حيث نظمت مظاهرات بالمركز الحدودي “العقيد لطفي” بالجزائر، من قبل فاعلين جزائريين، معلنين أن فتح الحدود المشتركة، هو أيضا مطلب شعبي جزائري.

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


لا توجد مقلات اخرى

لا توجد مقلات اخرى

نستخدم ملفات الكوكيز لنسهل عليك استخدام موقعنا الإلكتروني ونكيف المحتوى والإعلانات وفقا لمتطلباتك واحتياجاتك الخاصة، لتوفير ميزات وسائل التواصل الاجتماعية ولتحليل حركة الزيارات لدينا...لمعرفة المزيد

موافق