الجزائر في وضع لا تحسد عليه بسبب الحرب الروسية الأوكرانية والمغرب يبقى الخيار الوحيد لإنقاذها من ورطة حقيقية

29 مارس 2022آخر تحديث :
الجزائر في وضع لا تحسد عليه بسبب الحرب الروسية الأوكرانية والمغرب يبقى الخيار الوحيد لإنقاذها من ورطة حقيقية

عبدالاله بوسحابة

وضع حرج لا تحسد عليه، ذلك الذي وضعت فيه الجزائر نفسها، بعد أن وجدت نفسها معنية بشكل مباشر بالحرب الأوكرانية الروسية، بالنظر إلى علاقاتها الاستراتيجية مع هذه الأخيرة، أي روسيا، بوصفها (الجزائر) ثالث أكبر دولة منتجة للغاز، الأمر الذي وضعها اليوم تحت ضغط قوي تمارسه عليها أمريكا بمعية عدد من دول أوروبا الكبرى.

وارتباطا بما جرى ذكره، أفادت وسائل إعلامية دولية، أن الزيارة الاخيرة التي قادت “ويندي شيرمان”، نائبة وزير الخارجية الأمريكية إلى كل من إسبانيا والمغرب والجزائر، ركزت بشكل كبير على ملف “إعادة تشغيل أنبوب الغاز الذي يمر عبر المغرب”، مشيرة إلى أن “واشنطن” ترغب في مزيد من الإمدادات الغازية لحلفائها الأوروبيين، بهدف تخليصهم من التبعية لـ”روسيا” التي تزود دول الاتحاد الأوروبي بأزيد من 40 بالمائة من حاجياتها الطاقية.

وفي ذات السياق، أكدت ذات المصادر أن إسبانيا رحبت بالمقترح الأميركي، مشيرة إلى أنه الخيار الأنسب لكل دول أوروبا، سيما في ظل استمرار الحرب الروسية الأوكرانية، قبل أن تؤكد أن نجاح أمريكا في إقناع الجزائر بإعادة تشغيل الأنبوب الذي أغلق نهاية السنة الماضية، سيدفع إسبانيا إلى مباشرة إجراءات تنفيذ خطتها الرامية إلى التخلص من التبعية للغاز الروسي.

وفي مقابل ذلك، أكدت المصادر ذاتها أن الجزائر ستكون أمام إكراهات عديدة لتنفيذ هذا المطلب، أولها ما يتعلق بقدراتها الإنتاجية التي لا تسمح لها بتشغيل ثلاثة أنابيب دفعة واحدة، لإنتاج 50 مليار متر مكعب سنوياً، مشيرة إلى أن إمكانياتها لا تسمح إلا بإنتاج 40 مليار متر مكعب فقط على أقصى تقدير، أما ثاني هذه الإكراهات، فيتمثل في طبيعة العلاقات الاستراتيجية التي تربط الجزائر بروسيا، والتي قد تنهار تماما في حال فكرت الجزائر في إنقاذ أوروبا غازيا.

وهذا ويرتقب أن تشكل الزيارة المرتقبة لوزير الخارجية الأمريكية إلى الجزائر، مزيدا من الضغط على الجزائر، بهدف إعادة تشغيل أنبوب الغاز الرابط بين الجزائر وإسبانيا مرورا بالمغرب، غير أن ما يزيد الوضع تعقيدا، هي حالة التوتر الشديد التي تطبع العلاقات الجزائرية الإسبانية، بسبب تغيير “مدريد” لموقفها من قضية الصحراء المغربية، وتأييدها للطرح المغربي.

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


لا توجد مقلات اخرى

لا توجد مقلات اخرى

نستخدم ملفات الكوكيز لنسهل عليك استخدام موقعنا الإلكتروني ونكيف المحتوى والإعلانات وفقا لمتطلباتك واحتياجاتك الخاصة، لتوفير ميزات وسائل التواصل الاجتماعية ولتحليل حركة الزيارات لدينا...لمعرفة المزيد

موافق