أريفينو:جيلالي خالدي
حرصا من الأستاذ ميمون بريسول ؛ رئيس المجلس العلمي بالناظور ، على الاهتمام بالموروث ، فقد أشرف بتنسيق مع المندوبية الإقليمية للشؤون الإسلامية ، على تنظيم ندوة علمية ابتداء من الساعة العاشرة والنصف من صباح يوم الأربعاء 15 شوال 1440هـ الموافق لـ 19 يونيو 2019م بقاعة مركب الأوقاف بالناظور ، موضوعها : الشرط في المساجد استدعي لها المؤطرون والمرشدون وأعضاء المجلس العلمي وبعض الوعاظ والعلماء ، تناوب على تداول محاورها الثلاثة ، أساتذة تصدرهم الأستاذ ميمون بريسول بالحديث عن المحور الأول : الشرط كموروث أصيل متجذر في الثقافة الشعبية للمملكة ، وذلك بعد الافتتاح والاستماع إلى ترتيل آيات من الذكر الحكيم ، بدءا من اعتياد المغاربة الاهتمام بالأئمة والمساجد ، وكان التنافس في هذا المجال على أشده بمختلف الوسائل : مكافآت من المحاصيل الزراعية و ” أتويزة ” والنوبة و … وأشار إلى أن الجماعة بهذا العمل تعبر عن عصمتها ووحدتها وتضامنها التي تتعدى المساجد إلى أعمال خيرية أخرى يعود نفعها عليها من قبل تعبيد الطرقات ، والبحث عن موارد المياه وغيرها … ثم تعمق في مفهوم الشرط واشتقاقاته ، والذي أصبح يفيد معنى الوجوب ، ولا تبرأ الذمة منه إلا بالأداء ، فاكتسب بذلك قداسة الزكاة ، حتى خلص إلى ضرورة التحسيس – اليوم – بهذا الموضوع ، والاجتهاد فيه لخلق وسائل تعيد للشرط مكانته التليدة ، وانخراط أهل الحي فيه للمصلحة العامة . وهذا ملقى على عاتق العلماء بمختلف أطيافهم احترازا من تفشي ظاهرة التنصل منه ، وذلك بإيجاد حلول ناجعة ، والتصدي لها بالحكمة وبالمبادرة والمسارعة إلى الخيارات ، وهذا ليس بعزيز على العلماء الأئمة المؤطرين ، والمرشدين والمرشدات وأعضاء المجلس العلمي وغيرهم … وهم قادرون على التفاعل مع المستجدات .
الحور الثاني : اقتراج وسائل ناجعة للاستمرار في أداء الشرط في المساجد .
تناوله الأستاذ احمد بلحاج ، المندوب الإقلمي للشؤون الإسلامية ، قدم في بداية حديثه نبذة تاريخية عن أداء الشرط قديما ، خاصة أهل هذه المنطقة – الريف – الذين صدروا هذا العمل إلى المهجر وذلك قبل أن ينتقل إلى الحديث عن منطقة سوس ؛ استنادا إلى المؤلف ” سوس العالمة ” حيث ذكر بما زخرت به من مدارس عتيقة ، تنافس الناس من داخل المنطقة وخارجها في الإنفاق عليها مع الإلمام بالعلماء حتى عد الشرط اهتماما ببتعليم القرآن الكريم وتحفيظه ، ثم عاد إلى التركيز على منطقة إقليم الناظور وما يتفشى في أهلها من التخلي عن الشرط للمساجد ذكر منها 17 ودعا إلى الحفاظ على هذا الموروث من خلال الجماعة بجانب ” النوبة ّ التي كان التنافس فيها على أشده ، بل كانت البواكير الأولى من الغلات الزراعية تقدم للإمام ، في حين كان الأئمة والعلماء حريصين على القيام بواجباتهم الدينية والعلمية ، وأناط بالمؤطرين والمرشدين القيام بمهمة التحسيس ومحاولة إعادة الشرط للمساجد المذكورة بحضورهم في عين المكان – بعد التنسيق مع السلطات المحلية لتسهيل المأمورية ، وأخيرا ختم حديثه بتقديم الشكر للسيد رئيس المجلس العلمي على هذه المبادرة.
المحور اللثالث :
قراءة في مضامين العرض العلمي لصاحبه الأستاذ : محمد جميل مبارك رئيس المجلس العلمي المحلي لأكادير
في موضوع : الشرط في المساجد والمدارس : التاريخ والتأصيل وأفاق الاستقرار .
ركز الأستاذ نجيب أزواغ ؛ عضو المجلس العلمي بالتأطير في بداية مداخلته الحديث على الداعي إلى إعداد هذا العرض العلمي في موضوع الشرط ، فكان استجابة للمطلوب منه ، والذي اعتمد فيه صاحبه اثنين وعشرين مصدرا ومرجعا ، وأنجزه في 119 صفحة ،وقدم لهذا البحث المجلس العلمي الأعلى ، تضمن عناية المغاربة بتحفيظ القرآن الكريم ، ذكر فيه بعض الوقائع التي عاشها في منطقة سوس كما تعرض في هذا البحث لمقدمة تناول فيها مفهوم الشرط والمشارطة ، تنظيم وتحديد الشرط حسب مستويات الجماعة – العلاقة بيبن المشارقة والمغاربة . ثم قسم بحثه إلى محاور وتجلت في :
1- تاريخ نشأة الشرط وماهيته . 2- تأصيل الشرط 3- آفاق الاستقرار في نظام الشرط .
تناول هذه المحاور بما يناسب المقام ، وتخللتها بعض النوازل والفتاوى المرتبطة بالموضوع ، وكذلك أنواع الشرط ، والتوفيق بين جهود الدولة (الوزارة ) وجهود الجماعة ( المواطينين ) .
ذيلت هذه الندوة بتعقيبات من قبل المحاضرين والمتدخلين من الحاضرين أثرت الموضوع حيث انصبت على الهدف من الشرط وأدائه وومستهدفه ، وأسباب العزوف من أدائه .
وانبرى الجميع إلى ضرورة الاهتمام بهذا الموضوع وتقديره بتساوي الذكور مع الإناث والسلام .