المغرب يشترط ضربة فرنسية قاضية للجزائر

12 أبريل 2024آخر تحديث :
المغرب يشترط ضربة فرنسية قاضية للجزائر


تستكمل الرباط وباريس رحلتهما في عودة الشراكة التقليدية إلى سابق عهدها، بعد “دفعة قوية” تخللتها زيارة أول مسؤول مغربي إلى العاصمة الفرنسية منذ القطيعة، فيما تترقب المملكة استكمال فرنسا خطوتها المنتظرة في رمال الصحراء المغربية، وربما على “لسان الرئيس، إيمانويل ماكرون”.

وحل ناصر بوريطة، وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، بالعاصمة باريس، حيث أجرى مباحثات مع نظيره الفرنسي، ستيفان سيجورني، وزير أوروبا والشؤون الخارجية الفرنسي، دون الإعلان عن المزيد من التفاصيل.

وتأتي هاته الزيارة بعد دعوة سيجورني بوريطة خلال لقاء معه بالرباط إلى زيارة باريس، بعدما تحدث الجانبان عن الفرص الاقتصادية التي تجمع البلدين، وهو ما دفع باريس، على لسان وزير تجارتها الخارجية، فرانك ريستر، إلى إعلان عزمها وضع استثمارات بالصحراء المغربية.

ولعل باريس، التي تريد الاقتصاد في الصحراء المغربية، والتريث في الجانب السياسي، تظهر مؤشرات تحضيرها للحسم في مسألة الاعتراف السياسي من عدمه، عبر قنوات قائدي البلدين، من خلال ما أكده سيجورني في لقاء مع شبكة ” فرانس 24″، وإذاعة “RFI” الممولتين حكوميا، حيث صرح بأن “ملف الصحراء على المستوى السياسي بيد قائدي البلدين”، مع تكراره “إشادة فرنسا بالتنمية المغربية بهاته الأقاليم”.

وزيارة بوريطة مباشرة بعد ظهور الاعتراف الاقتصادي الفرنسي يقرؤها خبراء كـ “تحضير لملفات لقاء ماكرون بالعاهل المغربي، والحسم بين قائدي البلدين في مسألة الاعتراف السياسي، عبر زيارة الرئيس الفرنسي للمملكة، التي سيكون الإعداد لها عبر زيارة ثانية لوزير الخارجية سيجورني”.

ويتزامن كل هذا مع بقاء مؤشرات زيارة الرئيس الجزائري، عبد المجيد تبون، في مكانها دون أي تغييرات عكس ما اعتاده المتابع لهاته العلاقات الثلاثية “المعقدة”.

العلاقات تتسارع
وبالنسبة للحسن بوشمامة، كاتب متخصص في الشأن السياسي، فإن زيارة بوريطة إلى باريس هدفها “الإعداد للملفات التي ستناقش بين العاهل المغربي والرئيس ماكرون”.

وأوضح بوشمامة أن “البروتوكول المتعارف عليه يقتضي أن وزير الخارجية هو من يحل بالبلد المضيف وليس العكس، من أجل التحضير لزيارة قائد الدولة لهذا البلد”، مشددا على أن “لقاء بوريطة يعتقد أن يكون للتحضير للملفات التي يمكن أن تناقش بين الطرفين”.

وأورد المتحدث ذاته أن “تسارع العلاقات في طريقها للعودة إلى عهدها السابق ناجم عن يقين فرنسي بدور المملكة المحوري في القارة الإفريقية، نابع عن توجه نحو مغرب مستقل وحر في اختياراته”.

واعتبر المحلل السياسي ذاته أن “تغزل المسؤولين الفرنسيين بالمغرب مؤخرا يظهر فعلا أن مياها كانت راكدة بدأت تجري بين البلدين، وأن سحابة القطيعة قد زالت، والعلاقات تتسارع نحو الأمام”، مشيرا إلى أن “الاعتراف الاقتصادي يشجع على ظهور السياسي منه”.

وخلص بوشمامة إلى أن زيارة بوريطة هي “مرحلة أساسية لإنهاء الخلافات حول الملفات العالقة، وبحث إستراتيجية جديدة تؤسس لهاته المرحلة الجديدة، وهي طريقة اعتمدتها الرباط مع إسبانيا سابقا”، مستبعدا في الوقت عينه أن ” تؤثر الرياح الجزائرية على أوراق خيارات ماكرون في الصحراء المغربية”.

زيارة ماكرون والمؤشرات
وكان قصر الإليزيه صرح سابقا بأن “زيارة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون لم تحدد بعد”.

وهاته الزيارة كما يقول لحسن أقرطيط، خبير في العلاقات الدولية، تظهر مؤشراتها من خلال “المقاربة الواقعية التي تنتهجها باريس خلال تحضيرها زيارة للرئيس إلى دولة شريكة، قد تحمل معها متغيرات سياسية”.

وأضاف أقرطيط: “الواقعية رسمتها الرباط أمام فرنسا لوقت طويل، واليوم نرى تحرك باريس نحو الأمر الواقع، فسيجورني أكد تفهمه وجودية الصحراء بالنسبة للمغاربة”، مشيرا إلى أن “تجميع كل هذا يبين أن فرنسا بصدد الإعلان عن تكيفها الرسمي مع هذا الأمر على لسان ماكرون”.

“يجب أن نفهم أن زيارة المسؤولين الفرنسيين إلى المغرب، وتصريحات سيجورني في الحوار الأخير، تبين أن باريس تتموضع في ملف الصحراء داخل محيط جديد، وذلك مراعاة لمصالحها طبعا، التي تشمل المتغيرات الجيو-سياسية بالمنطقة المغاربية”، يردف الخبير في العلاقات الدولية.

كما شدد المتحدث ذاته على أن “فرنسا لن تسلك طريقا مغايرا لما سلكته ألمانيا وإسبانيا، متأثرتين بالاعتراف الأمريكي سنة 2020″، موضحا أن “تركيز فرنسا على الاقتصاد عوض الوضوح سياسيا هو في الحقيقة انتصار مغربي، لأن هذا الأمر لم نكن نراه من باريس سابقا”.

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


التعليقات تعليق واحد
  • حليمة وميض تسونامي
    حليمة وميض تسونامي منذ 3 أسابيع

    كنا نتمنى أن تكون القاعدة في العلاقات هي الأخوة والتعاون المتبادل وحب الخير بين جميع دول المنطقة وفرنسا وتجنب الشقاق والاحتراب لأنه ليس في مصلحة أحد .

لا توجد مقلات اخرى

لا توجد مقلات اخرى

نستخدم ملفات الكوكيز لنسهل عليك استخدام موقعنا الإلكتروني ونكيف المحتوى والإعلانات وفقا لمتطلباتك واحتياجاتك الخاصة، لتوفير ميزات وسائل التواصل الاجتماعية ولتحليل حركة الزيارات لدينا...لمعرفة المزيد

موافق