حفل زواج باذخ لنجلة اخنوش ..خمسة من الليالي الملاح بمراكش

27 أبريل 2024آخر تحديث :
حفل زواج باذخ لنجلة اخنوش ..خمسة من الليالي الملاح بمراكش

يستعد رئيس الحكومة، عزيز أخنوش، لتنظيم حفل زفاف ابنته، بنجل رجل الأعمال المعروف أنس صفريوي، وذلك خلال الفترة الممتدة من 1 إلى 5 ماي المقبل.

وَوِفق المعطيات المتداولة، فإن حفل الزفاف هذا سيرقى اإلى الوصف الأسطوري من حيث البهرجة والتنظيم والترفيه واللوجستيك وكل ما سيتم تسخيره له في مدينة النخيل وعاصمة السياحة مراكش، بحيث من المنتظر أن يتم خلال فاتح ماي، أي بالموازاة مع عيد الطبقة الشغيلة والكادحة، تنظيم احتفالات خاصة بعائلتي العروس والعريس وبعض المقربين، وستتزامن هذه الاحتفالات بمسيرات الطبقة الشغيلة في شوارع المدن المغربية للاحتجاج على الأوضاع المعيشية المتدهورة، وعلى استمرار مسلسل الغلاء الفاحش الذي طال كل متطلبات العيش، وعلى تدني القدرة الشرائية والإجهاز على الكثير من المكتسبات التاريخية كدعم غاز البوتان الذي يتم التحضير له بالموازاة مع الغلاء الفاحش لأثمنة المحروقات التي ساهمت في إثراء شركات رئيس الحكومة، بينما اتسعت رقعة الفقر داخل المجتمع.

وبينما تعود الطبقة الشغيلة إلى إفراز عرقها اليومي داخل المعامل والمصانع، تستمر احتفالات أخنوش طيلة ما يقرب من أسبوع، حيث تم تخصيص يومي 4 و 5 من نفس الشهر لاحتفالات المدعويين من خارج العائلة، ومن المرتقب أن يحضره عدد من السياسيين، ورجال المال والأعمال، وغير ذلك من الشخصيات الوازنة.

وحسب مصادر فإن هناك ترتيبات واستنفار كبير بسبب هذا الزفاف على مستوى فندق المامونية، حيث تم حجز ما يزيد عن 110 غرف خلال يوم 1 ماي المقبل، فيما تم حجز 115 غرفة طيلة الفترة الممتدة من 2 إلى غاية 4 من نفس الشهر، وذلك لإيواء المدعويين للحفل، دون النظر إلى باقي الحجوزات في فنادق راقية أخرى.

ووفق ذات المصادر، فسوف يقام حفل الزفاف، بالفيلا الخاصة برئيس الحكومة عزيز أخنوش، والكائنة بممر النخيل، وكذا الفيلا الخاصة برجل الأعمال، أنس الصفوي، والتي تجري بها إصلاحات منذ مطلع السنة الجارية، بالإضافة إلى تنظيم حفل بالمنطقة السياحية “أكفاي”، نواحي مراكش، حيث من المرتقب أن يحضره حوالي 700 شخص، مغاربة وأجانب، من ضمنهم شخصيات من مختلف المجالات.

ومن الأمور المثيرة التي لم ينتبه إليها رئيس الحكومة أو لا يوليها اهتماما، هي أزمة الجفاف الخانق بالبلاد وخاصة بمراكش ونواحيها حيث تقام حفلات العرس الباذخة بالموازاة نع حملة وطنية لترشيد استهلاك الماء، علما أن هولدينغات رئيس الحكومة سارعت إلى الاستثمار في هذا المجال لمضاعفة الثروة، وهي مبادرات مستحسنة، لو يتم تدبيرها بالحكامة والحكمة وبما لا يستفز المواطن أو يثير مشاعره. فثروات رئيس حكومتنا تزداد عادة في ظل الأزمات بينما يزداد فقر المواطنين وتتعمق البطالة التي عرفت أرقامها ارتفاعا مهولا، ولا يعير رئيس الحكومة أي اهتمام لهذه الأوضاع بدليل أنه يمعن في استفزاز المغاربة بحفلات مبالغ فيها.

وإذا كان هولدينغ عزيز أخنوش هو الفاعل الرئيس في استيراد وتوزيع المحروقات بمختلف أنواعها، وفي عدة مجالات حيوية أخرى، فإنه، إضافة إلى ما يثار من تضارب لمصالحه مع رئاسته للحكومة، يصبح فاعلا رئيسيا أيضا في تردي المعيشة، وإفقار المواطنين. بل وفي استفزاز مشاعرهم أيضا.

وفي الوقت الذي أعلنت فيه وزارة التجهيز والماء، أمس الجمعة، عن إطلاق حملة تحسيسية واسعة للتوعية بضرورة الحفاظ على الماء، وكيفية ترشيد استهلاكه، من خلال مكافحة إهدار الماء في الحياة اليومية، وتحسيس الأسر المغربية بالتكاليف الباهظة المترتبة عن ضياع المياه، يستعد أخنوش لتنظيم حفلات أسطورية لإهدار الماء وتبديره، والله وحده يعلم كمية المياه التي سيتم استهلاكها وهدرها في هذه المدينة السياحية البعيدة عن محطات تحلية ماء البحر التي يستتثمر فيها رئيس حكومتنا الموقر، والذي من المفترض أن يكون قدوة للمغاربة في الانخراط في الحملة التحسيسية المذكورة، عوض الخروج عن الإجماع والتعبئة.

لقد كان الأجدر والأولى بعزيز أخنوش بصفته رئيسا للحكومة، وبكونه مطلعا على الوضعية الحالية التي تعيشها بلادنا في ما يخص أزمة الماء والجفاف وأيضا الوضعية الاقتصادية، أن يبادر على الأقل إلى تأجيل حفل الزفاف هذا، أو على الأقل تنظيمه بعيدا عن البذخ والإسراف والتباهي، وفي الوقت ذاته بعيدا عن المعاناة القاسية للمغاربة مع تبعات سياسات حكومته في العديد من القطاعات، والتي أجهزت بقوة على قدراتهم الشرائية وجعلتهم يعانون الأمرين، بل منهم من فقد عمله ومصدر عيشه، دون أن تكترث الحكومة للوضع، ومنهم من يصارع من أجل الاستفادة من الدراهم المعدودة للدعم المباشر عساه ينجح في “ارتقاء” مؤشر الفقر وفق مقاييس السجل الاجتماعي، ولعل الأرقام الصادرة عن المندوبية السامية للتخطيط والمؤسسات المعنية، توضح كل شيء، وتكذب كل ادعاءات الحكومة الواردة في الحصيلة المعلن عنها.

ولن نبالغ طبعا، إذا قلنا بأن حفل الزفاف هذا سيكون مسرحا لتبذير أموال ضخمة بحجم ميزانيات كان بإمكان أخنوش التبرع بجزء ولو صغير منها، بمناسبة هذه الأفراح التي جعلها لا تتعدى أفراد عائلته والمدعوين إليها، وهي أموال مهما قلت نسبة التبرع بها فإن الدواوير المجاورة لمدينة مراكش تحتاجها كثيرا خاصة تلك التي تأثرت من الزلزال وتبعاته. بل إن بعض الساكنة القريبة من المدينة تعاني أحيانا انقطاعات متكررة في الماء الصالح للشرب، ومنها من يغيب الماء عن صنابيرها لأيام وأسابيع، وهو ما يطرح العديد من علامات الاستفهام، حول ما إذا كان رئيس الحكومة يحس بمعاناة المغاربة في المناطق القروية والمناطق التي عانت من الزلزال وتلك التي تعاني من آثار الجفاف، وهي مناطق افتكر بعضها أثناء الحملات الانتخابية لينساها بعد ذلك؟ وكأنه بهذا الأسلوب يعتبر ساكنة هذه المناطق مجرد أرقام وأصوات تمكنه من تصدر الانتخابات وترأس الحكومة؟.

أسئلة كثيرة يطرحها المقال لعلها تحث أخنوش على التراجع عن هذه السلوكيات التي نعتبرها عبثية وفوضوية بحكم استحضارنا للوضعية العامة لبلادنا، أم أن إصراره في الاستمرار على هذا النهج مبني على ارتداء عباءات الليبرالية المتوحشة، والتحالفات مع رجالات المال والأعمال وخلق مجالات ضيقة للتنافسية؟.

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


لا توجد مقلات اخرى

لا توجد مقلات اخرى

نستخدم ملفات الكوكيز لنسهل عليك استخدام موقعنا الإلكتروني ونكيف المحتوى والإعلانات وفقا لمتطلباتك واحتياجاتك الخاصة، لتوفير ميزات وسائل التواصل الاجتماعية ولتحليل حركة الزيارات لدينا...لمعرفة المزيد

موافق