حقوقيو العالم في مهرجان الناظور السينمائي

18 ديسمبر 2023آخر تحديث :
حقوقيو العالم في مهرجان الناظور السينمائي

تكريم الشيخ بيد الله ووزير خارجية البيرو الأسبق الذي استقال دفاعا عن وحدة المغرب الترابية
انطلقت، الاثنين الماضي بالناظور، النسخة الثانية عشرة من المهرجان الدولي للسينما والذاكرة المشتركة، التي تعتبر امتدادا للدورات السابقة، التي دأب المنظمون على طرح قضايا متعددة الأبعاد للنقاش فيها، بحضور ضيوف من جميع القارات، وعرض أفلام تتماشى وتيمة المهرجان. وتم اختيار “ذاكرة العودة” موضوعا للدورة الحالية، باعتبار موضوعها راهنا وشائكا يتناول إشكاليات ترتبط بذاكرة العائدين إلى بلدانهم الأصلية، ما يستوجب مقاربته، حسب المنظمين، “بالكثير من الحكمة والتبصر”، سيما أن التدفقات الكبيرة للأفراد والجماعات تتطلب من المجتمع الدولي إعادة التفكير في السياسات والقوانين المتعلقة بالهجرة.
خالد العطاوي

افتتاح بتكريم حقوقيين وفنانين
منهم وزير خارجية البيرو الأسبق والشيخ بيد الله والفنانتان عطيف ولحميدي
شهد حفل افتتاح النسخة الثانية عشرة من المهرجان الدولي للسينما والذاكرة المشتركة بالناظور، الاثنين الماضي، منح الجائزة الدولية “ذاكرة من أجل الديمقراطية والسلم”، مناصفة، بين ميغيل رودريغيس مكاي، وزير خارجية البيرو الأسبق، ومحمد الشيخ بيد الله، ووزير الصحة الأسبق، ورئيس مجلس المستشارين سابقا، لدفاعهما عن الديمقراطية وحقوق الانسان في بلديهما وفي العالم، وعن حق بلدان الجنوب في بناء وحدتها الترابية، والانهاء مع الإرث الاستعماري.
وأوضح عبد السلام بوطيب، المدير التنفيذي للمهرجان، في كلمته بالحفل، أن الجائزة تعكس اقتناع مركز “الذاكرة المشتركة من أجل الديمقراطية والسلم” بأهمية الاشتغال على إشاعة قيم الديمقراطية والسلم وثقافتهما، وتأكيدا منه على ضرورة نشر ثقافة حقوق الانسان والثقافة الديمقراطية، وثقافة الاعتراف لترسيخ القيم الإنسانية الإيجابية في أبعادها الكونية، إضافة إلى أهمية التعايش بين الشعوب والثقافات والأفراد، وتجاوز الاختلافات الدينية واللغوية والإثنية، وتسوية الاختلافات بواسطة الحوار والتواصل والتفاعل.
كما شهد الحفل نفسه، الذي حضره فاعلون ومنتخبون وهيآت حقوقية، تكريم الراحل مصطفى أزواغ، أحد الفاعلين السياسيين بالناظور، والممثلة المغربية فاطمة عطيف خريجة المعهد العالي للفن الدرامي، التي بدأت مسارها الفني في المسرح، وشاركت في عدد من الأدوار التلفزيونية والمسرحية والسينمائية، كما حازت على عدة جوائز في مهرجانات سينمائية وطنية ودولية، إضافة إلى تكريم الفنانة دنيا لحميدي، المعروفة في الوسط الفني ب “نوميديا”، بطلة مسلسل “ميمونت”، اعترافا بمكانة المرأة الريفية وعطاءاتها وإنجازاتها في مجالات مختلفة وفي مقدمتها المجال الفني.

مباراة السلم والتعايش
جمعت قدماء لاعبي هلال الناظور وفريقا من جنسيات متعددة
انطلقت فعاليات المهرجان الدولي للسينما للذاكرة المشتركة بتنظيم مباراة في كرة القدم، أطلق عليها اسم “الحب والسلم والتعايش”، جمعت بين فريق المهرجان السينمائي، وقدماء لاعبي هلال الناظور.
وضم فريق مهرجان “الذاكرة المشتركة، بين عناصره لاعبين من جنسيات مختلفة، منهم فنانون ومخرجون وسينمائيون وحقوقيون وأكاديمون، الذين التحقوا بالملعب البلدي للناظور في مسيرة كرنفالية مرفوقة بفرقة موسيقية للشباب، ما منح إشعاعا حول انطلاقة الحدث الفني الثقافي ب”جوهرة الشرق”.
وشارك في المباراة، عن فريق المهرجان لاعبون نساء ورجالا من المغرب وإسبانيا والبرتغال والمكسيك والبيرو ومصر والجزائر ووزير خارجية البيرو الأسبق.
وأعطى انطلاقة تلك المباراة، عبد السلام الصديقي رئيس المهرجان، وعبدالسلام بوطيب المدير التنفيذي للمهرجان، كما حضر المباراة سليمان أزواغ، رئيس المجلس البلدي للناظور.
وأكد عبدالسلام بوطيب، أن المباراة شعارها الحب والسلم والسلام لكل شعوب العالم، وتنشد الود والتآخي والوئام، خاصة أنها مباراة تجمع جنسيات مختلفة من العالم، للتعبير عن أن العيش المشترك سبيل المجتمعات، من أجل عالم للتسامح والتعايش والسلم.

بوطيب: الاستقلال السياسي للمهرجان أولويتنا
قال إن ملتقى الناظور السينمائي أطلق فضاء مفتوحا للتفكير ما أزعج بعض الأطراف
قال عبد السلام بوطيب مدير المهرجان الدولي للسينما والذاكرة المشتركة، إن المهرجان السينمائي أصبح، منذ سنوات، ملتقى عالميا لتناول قضية من القضايا الشائكة التي تطرحها صيرورة البناء الديمقراطي ودولة الحق والقانون في العالم.وأوضح بوطيب، أن المهرجان استطاع اثبات استقلاليته السياسية وتوجهه الحقوقي، من خلال المساهمة بالرقي والنبل في البناء الديمقراطي ودولة الحق والقانون، عبر الإعلاء من مكتسبات المغرب وعدم تبخيس أي خطوة.

ما دلالات تكريم الشيخ بيد الله والوزير الأسبق لخارجية البيرو؟

جائزة ذاكرة من أجل الديمقراطية والسلم، هي جائزة حقوقية يسلمها مركز الذاكرة المشتركة من أجل الديمقراطية والسلم منذ ست سنوات، وسلمت، لحد الآن، لست من اللواتي وأولئك الذين يعملون على تحقيق حلم بناء المشترك الإنساني، وعلى حفظ كرامة الناس، والذين يساهمون في محاربة البشاعة المحيطة بنا.
و أنتم تعلمون ألا بشاعة أقسى من بشاعة محاولة تقسيم وتفتيت الوطن، لهذا استحق الشيخ بيد الله الجائزة، لعمله الدؤوب على المساهمة في تصليب وتقوية وحدة مملكتنا، والإعلاء من تجربتها الديمقراطية والحقوقية، والمساهمة في حفظ مكتسباتها الحقوقية والسياسية، إذ لا يمكن قيام دولة الحق والقانون في ظل التفتيت، وفي أجواء الحرب والانفصال، فالديمقراطية وبناء دولة الحق، التي نناضل من أجلها في هذا البلد ملكا وشعبا، تتطلب وجود دولة موحدة و قوية.

خضتم تحديات كبيرة لإثبات الاستقلالية السياسية للمهرجان، فكيف واجهتهم هذه الإشكالات؟

لابد من الإشارة إلى أن مركز الذاكرة المشتركة من أجل الديمقراطية والسلم، جمعية حقوقية وطنية بامتدادات دولية، هاجسها الأول هو المساهمة في البناء الديمقراطي في بلدنا، وضمان قيام دولة الحق والقانون، إذ اخترنا أن نساهم في الاعلاء من المكتسبات الحقوقية والسياسية التي تحققت، سيما تجربتنا في مجال العدالة الانتقالية، التي تعتبر نموذجية في المنطقة والعالم، والتي حسب تقديرنا ما زالت تستحق الانتباه.
وثانيا عبر التفاعل مع تجارب مماثلة في العالم، لذا أبدعنا مهرجاننا السينمائي الذي أصبح، منذ سنوات، ملتقى عالميا لتناول قضية من القضايا الشائكة التي تطرحها صيرورة البناء الديمقراطي ودولة الحق والقانون في العالم.
وإذا نجحنا في اثبات استقلاليتنا السياسية وتوجهنا الحقوقي، فالأمر يرجع بالأساس إلى أن هدفنا كان واضحا منذ البداية، ويتمثل في المساهمة بالرقي المستطاع، والنبل الضروري في البناء الديمقراطي ودولة الحق والقانون، عبر الاعلاء من مكتسباتنا وعدم تبخيس أي خطوة أو مكسب.

أزعج تنظيم المهرجان بعض التوجهات في المنطقة، فهل المراهنة على الثقافة ساهم في تجاوز هذه الإكراهات؟

لا يتعلق الأمر بالإزعاج، إذ لم يكن هدفنا إزعاج أي أحد، بل تعلق أساسا بالتواصل، وشرح المبتغيات، فبدأنا في الاشتغال سينمائيا على قضايا حقوقية وسياسية في زمن اعتقد الناس أن السينما وصناعة السينما انهارت، خاصة حينما لاحظوا كيف خربت القاعات السينمائية في المدينة، وتجرأ البعض على الفن والثقافة عموما، والسينما خصوصا، و ألصقوا بها كل الكبائر.
لذا كان الناس يعبرون بما أسميته بالازعاج عبر محاسبتنا، لأننا أطلقنا مجالا مفتوحا للتفكير مجددا في بناء العيش المشترك الإنساني، وهو ما أزعج بعض الأطراف المتمسكة بإيديولوجيات وصلت الى منتهاها.
اليوم اكتشف الناس هنا، وفي أي نقطة من بقاع العالم أن الثقافة هي حصننا الأخير من البشاعة، وأن الانتصار على القبح في هذا العالم يمر عبر الجمال. وعندما أقول القبح فأقصد به الحرب والمرض والجهل والأمية والاعتداء على كرامة الناس وعدم المساواة واحتقار الناس، بسبب جنسهم أو ميولاتهم أو لون بشرتهم أو معتقداتهم أو بسبب تشبثهم بحرياتهم.
وعندما أقول الجمال، فلا أجمل من قصيدة شفافة أو فيلم بالأبيض والأسود أو بالألوان، أو لوحة رسمت بأنامل الحب أو مسرحية تذكرك أنك إنسان، فلا أجمل من بسمة الأطفال والنساء والشيوخ، وهم في مأمن من القبح.

ما السر في ضعف التمويل والاستثمار في الثقافة الحقوقية وعلاقتها بالسينما؟

الأمر يحتاج الى ضرورة أن نعيد صيغ الترافع من أجل أن يكون الاستثمار في الثقافة الحقوقية ضمن أولويات أجندة الفاعل السياسي، لذا من الضروري الرجوع إلى روح توصيات الإنصاف والمصالحة، فتوصيات الانصاف والمصالحة ما زالت تتطلب انتباها خاصا ودقيقا، والاشتغال بها لتقوية تجربتنا السياسية والديمقراطية، علما أن تجربتنا الحقوقية والسينمائية، التي استطاعت أن تجد لها صدى كبيرا في القارات الخمس، نابعة من أن كبار مهندسيها هم من خريجي مدرسة الإنصاف والمصالحة، ومن خريجي المدارس السياسية الحقوقية، التي راهنت منذ وجودها على أن الاستثمار في الثقافة الحقوقية اسثمار ناجح لتقوية البلد وديمقراطيته ووحدته، وضمان مستقبله بين كبار اليوم والغد.

التعليقات

عذراً التعليقات مغلقة

لا توجد مقلات اخرى

لا توجد مقلات اخرى

نستخدم ملفات الكوكيز لنسهل عليك استخدام موقعنا الإلكتروني ونكيف المحتوى والإعلانات وفقا لمتطلباتك واحتياجاتك الخاصة، لتوفير ميزات وسائل التواصل الاجتماعية ولتحليل حركة الزيارات لدينا...لمعرفة المزيد

موافق