– حكيم زياش عن اللاعب…وما قيل. يعرف قيمة نفسه جيدا وما من شئ ينال من ثقته او يغير من مبادئه.

17 أبريل 2018آخر تحديث :
– حكيم زياش عن اللاعب…وما قيل. يعرف قيمة نفسه جيدا وما من شئ ينال من ثقته او يغير من مبادئه.

محمد بوتخريط . هولندا

مثل كل المباريات التي يظهر فيها ، تكون بصمته حاضرة في كل مواجهة ، يقود الفريق لتسجيل الانتصارات بصناعة الهجمات التي تأتي منها الأهداف .
يلعب يسجّل و يمرر للتهديف بكل سهولة وكأنه لا يفعل شيئًا كما قال عنه اللاعب الأحمدي.
لمع في زمن الأقوياء فصنع لنفسه مكانا وسطهم ، كما صنع لكل الفرق التي لعب لها مجدا ، اراد من اراد او كره من كره. أقحم نفسه في خانة الإنجازات.. فسطع في فضاء النجوم بثقة واقتدار، يكن له الجميع (الذين يعرفونه جيدا) ، كلمات ممتدة من الحب والتقدير والإمتنان والاحترام…

صريح و مستقيم . الشجاعة والجرأة من طبعه ، حيوي نشيط وإن كان في بعض الأحيان إنفعالي ، فلذلك ما يبرره ، بعض تصرفات الغير خاصة بعض “التصرفات الصبيانية العنصرية” لشريحة من المشجعين الرياضيين تجرفة في مسارات تبدو للآخرين أحياناً غير مرغوب فيها. أما بالنسبة له فتُعتبر الحافز المحرك لمشواره وطبيعة حياته ، حتى ولو كان يراها بعض” الغاضبين الناقمين، الساخطين” عليه متهورة . فهو يعرف جيدا كيف يواجه ردات الفعل العفوية ، بل وحتى العنيفة احيانا.
صادقاً وصريحاً ، حتى أن صراحته قد تجرح في كثير الأحيان عن غير قصد، بل هي فعلا جارحة جدا لأنه يقول الحقيقة مهما كانت مؤلمة، يقول كل ما يريد قوله دون أن يفكر بوقع كلامه على الغير، سواء تعلق الأمر به او بالفرق التي يلعب لها او بالاخرين..
تصريحاته عفوية وتلقائية نابعة من القلب والعقل معا، تفوق أحيانا توقعات الآخرين لدرجة الدهشة والاستغراب، يتسلق سلم النجاح درجة بدرجة ويحقق مراده بفضل ناره المشتعلة التي تدفعه بخطى ثابتة وواثقة الى الأمام. يعرف قيمة نفسه جيدا وما من شئ ينال من ثقته او يغير من مبادئه.
يتحدى بجرأة وفخر، ويعتمد الطرق التي تتوافق ومبادئه وقيمة ..
لا يستطيع ان يخبئ غضبه طويلا .. صمته الطويل ينفجر أحياناً بسرعة وانفعال شديدين. لكن ما من شئ يردعه او يجعله يتراجع .. تصريحاته ومقابلاته الصحفية قاسية عندما يصرح بشيء … يرسل من خلالها رسائل واضحة لكل من يهمه الأمر.
باختصار ، ريفي حتى النخاع  ﻭﺭﺙ ﺍﻟﻨﺨوﺓ ﻭﺍﻟﺮﺟوﻟﺔ ﻭﺃﺻوﻝ الشهامة ﻭﻟﺒﺎﻗﺔ ﺍﻟﺤديث والعفة والقناعة و…المعقول.

أمور جرَّت عليه متاعب كثيرة ، أتذكر وهو في أوج تألقه مع فريق ” تيفينتي” وهو لم يكمل عامه العشرين بعد ، كان يحمل شارة قيادة الفريق نظرًا لموهبته الاستثنائية ، وحين خرج الى وسائل الإعلام بتصريح مفاده أن فريق “تيفينتي” لا يناسب طموحاته وأنه يفكر في المغادرة.. أثار ذات التصريح جماهير فريقه بل وسٌحبت منه شارة القيادة .!
ومع هيرفي رينارد المدير الفني للمنتخب المغربي ، شاهدنا نفس الشيء تقريبا حين استُبعد من قائمة المنتخب المغربي نتيجة لتراكمات عديدة وتوتر في العلاقة بينهما، مما أثار حفيظة زياش وخرج بتصريحات تفيد بأنه لن يلعب للمنتخب المغربي مُجددًا طالما أن رينارد هو المسؤول الأول في المنتخب،وطالما لم يتلقى اعتذارا ، تصريحات فتحت النار عليه وفتحت شهية الصحافة لتكهنات وتأويلات عدة.
لكن سرعان ما هدأت الأجواء وتم استدعائه للمنتخب وهو يقدم معهم اليوم اروع المباريات.. بل ويعتبر واحدا من أبرز لاعبى الجيل الحالى للمنتخب المغربى، والذى قاد المنتخب عن جدارة إلى مونديال روسيا 2018، بعد غياب دام 20 عاما.
الامر الذي فتح الباب على مصراعيه للإنتقادات “انتقادات لاذغة لحكيم زياش لانه  فضل اللعب للمغرب بدل بدل منتخب الطواحين الهولندلية.
بعد ان قدم زياش دليلاً على أنه انحاز إلى اختيار القلب حينما استجاب لدعوة الناخب المغربي ، بالرغم من وجود عرض جاد من المنتخب الهولندي للانضمام إلى صفوفه، كذلك أنهى الجدل الذي ثار وقتذاك في هولندا، خاصة من قبل الإعلام الرياضي، بشأن وجود إمكانية لتراجعه عن اختياره المغرب، بالنظر إلى حجم الإغراءات التي طرحت أمامه.
لكن هكذا الامور تسير احيانا فعادة ما يتبادر إلى ألاذهان أن أي لاعب   وُلد في القارة العجوز فرضٌ عليه أن يكون من “أبنائها المُخلصين” وأن يُفضّل تمثيل منتخب البلد الذي “اكتشفه” وجعلت منه لاعبًا محترفًا في كرة القدم لا منتخب البلد الأم ، ولأن المنطق يرفض تلك النظرية، ليس المنطق وحده، ولكنه العدل أيضًا يرفض ذلك، فإن أغلب اللاعبين يميلون لتمثيل منتخب البلد الام ، ولا أدري لماذا يكون الجدل فقط حين يتعلق الامر باللاعبين ذو الاصول المغربية.
واليوم أثبت زياش بما لا يدع مجالا للشك أنه صاحب بُعد نظر بأنه سيتواجد في روسيا 2018، ولاعبو هولندا سيشاهدون البطولة عبر التليفزيون، بل يعتبر من أكثر النجوم الأفارقة المتوقع تألقهم فى روسيا.

هو ذا اللاعب حكيم زياش ذو الأربعة وعشرين عامًا، لاعب نادي أياكس الهولندي حاليا يقدم معه موسمه الأروع حتى الآن في مشواره الكروي رغم كل “الانتقادات” .
بدأت موهبة زياش التي رأت النور في هولندا عام 1993 مشوارها مع كرة القدم في نادي “هيرنيفين” الهولندي . لم يكن عمره حينذاك يتجاوز الأحد عشر عامًا .. تدرج في الفئات العمرية للفريق حتى لعب للفريق الأول عام 2012..انتقل بعدها إلى نادي “تفينتي”  ليلعب له موسمين متتاليين  (2014 – 2016 ) قدّم خلالهما مستويات رائعة.
بعد ذلك أصبح حكيم محطّ أنظار العديد من كبار الاندية الأوروبية ، ليستقر مشواه لدى نادي أجاكس أمستردام الهولندي بعقد بلغت مدته خمس سنوات… قدم مردودا رائعا .. و وصل مع الفريق إلى نهائي الدوري الأوروبي .
هكذا نجح في شق طريقه سريعا بالدوري الهولندي، بل وبدأ اليوم يتردد اسمه بقوة وسط عديد من الأسماء في أوساط الصحافة العالمية عند الحديث مثلا عن بديل إنييستا أو بديل ديفيد سيلفا..
تردّد اسم زياش لم يأتي عبثا أو من فراغ بل يرجع بالأساس لأسباب عديدة تميزه بقوة في أوروبا ، منها قدرته الفائقة على التحكم بالكرة ، كما دقة تمريراته الحاسمة وكثافتها و ضرباته الثابتة سواء بشكل مباشر على المرمى أو بشكل عرضي باتجاهه.

هذا هو العملاق الذي تطلق عليه بعض الجماهير المراهقة المحسوبة على جماهير أجاكس أمستردام صافرات الاستهجان في المباراة.. الامر الذي يجعله أحيانا لا يحتفل بأهدافه الرائعة التي يسجلها، رداً منه على التصرفات الصبيانية لهذه الجماهير .
فلا أحد يتحمل مثل هذه “الحملات العنصرية” التي تقصده وبالاسم من قبل بعض جماهير فريقه . لكن ، الظاهر انه كلما زادت حدة انتقاداتها له كلما زاد عندا و توهجاً في “الإرديفيزي” الذي يرى العديد من الذين يفهمون جيدا في عالم المستديرة وكل المتتبعين له داخل هولندا وخارجها أنه حان الوقت لحزم حقائبه وبات مطالباً بمغادرته للتوقيع في أحد الأندية الأوروبية الكبيرة التي تستحقه و تحترم “لعبه” والتي تنافس في دوري أبطال أوروبا من أجل تطوير مؤهلاته الفنية والبدنية أكثر وأكثر.

حكيم زياش تم وصفه بالغبي عام 2016، من أحد أساطير المنتخب الهولندي، ماركو فان باستن، لأنه فضل اللعب لمنتخب المغرب بلده الأصلي، على بلد الميلاد هولندا،
لنتساءل اليوم عن من هو الغبي وبعيدا عن أي عاطفة وبعيدا عن الحديث عن بلد الام وبلد الولادة والخيانة وما شابه هذا وذاك ، بعد أن تبين اليوم أن قراره كان الأفضل. .. وأنه صاحب بُعد نظر بأنه سيتواجد في روسيا 2018، ولاعبو هولندا سيشاهدون البطولة عبر التليفزيون .

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


لا توجد مقلات اخرى

لا توجد مقلات اخرى

نستخدم ملفات الكوكيز لنسهل عليك استخدام موقعنا الإلكتروني ونكيف المحتوى والإعلانات وفقا لمتطلباتك واحتياجاتك الخاصة، لتوفير ميزات وسائل التواصل الاجتماعية ولتحليل حركة الزيارات لدينا...لمعرفة المزيد

موافق