خطر الحرائق يهدد الناظور بالتزامن مع موجة الحرارة المنتظرة ابتداء من الأحد

8 يوليو 2023آخر تحديث :
خطر الحرائق يهدد الناظور بالتزامن مع موجة الحرارة المنتظرة ابتداء من الأحد

عبد الله التجاني
منذ 13 يونيو الماضي إلى 7 يوليوز الجاري، أصدرت المديرية العامة للأرصاد الجوية 6 نشرات إنذارية، حذرت فيها من موجات حر شديدة بمختلف ربوع المملكة تفوق في بعض الأحيان 47 درجة، منذرة بصيف غير مسبوق ينتظر البلاد والعباد.

استنفار بالشمال
وفق معطيات متوفرة، فإن جهة طنجة-تطوان-الحسيمة تعيش حالة استنفار قصوى بعد النشرة الإنذارية التي أصدرتها مديرية الأرصاد الجوية أمس الجمعة.

وأفادت مصادر عليمة بأن مسؤولين وموظفين بالمديرية الجهوية للمياه والغابات بجهة طنجة-تطوان-الحسيمة يقومون بزيارات ميدانية إلى عدد من الغابات والمناطق المهددة بالحرائق التي تعتبر الجهة الأولى وطنيا من حيث مخاطر احتمالية نشوب حرائق بها.

وتأتي هذه التحركات بعدما نجحت السلطات، الأسبوع الماضي، في إخماد حريقين نشبا في إقليم فحص-أنجرة القريب من مدينة طنجة، الأمر الذي ينذر بأن خطر الحرائق قائم ويستدعي يقظة أكبر ومضاعفة الجهود ورفع درجة التأهب تحسبا لأي طارئ في الأيام المقبلة.

و يعتقد ان ترتيبات مماثلة تجريبالناظور التي تنطلق بها موجة حرارة تصل الى 43 ابتداء من الاحد.

وأوضحت المديرية، في نشرة إنذارية من مستوى يقظة برتقالي أصدرتها الجمعة، أنه يرتقب تسجيل موجة حر مع درجات حرارة تتراوح ما بين 37 و43 درجة الأحد المقبل بكل من أقاليم شفشاون والحسيمة وبركان ووجدة أنجاد ودريوش وخنيفرة وإفران والحاجب والناظور وبولمان وكرسيف وتازة وصفرو.

موجات متتالية
يكشف هذا الرقم أن البلاد باتت تواجه موجة حر واحدة على الأقل في الأسبوع، وهو معدل كبير يزيد من حجم مخاطر نشوب الحرائق ويضاعف من مشاكل ومتاعب الساكنة التي تواجه شبح العطش في عدد من المناطق التي تعاني نقصا حادا في الموارد المائية.

وتظهر المعطيات المتوفرة أن فصل الصيف الجاري بالمغرب سيكون طويلا وشاقا، حيث يتطلب الكثير من اليقظة وتكثيف الجهود للخروج منه بأقل الأضرار، بعدما باتت الحرائق جزءا من الكوارث التي تلازم دول البحر الأبيض المتوسط في السنوات الأخيرة مع كل صيف.

فسيناريو الحرائق المرعب الذي ضرب شمال البلاد السنة الماضية مازال يقض مضجع الساكنة التي اكتوت بناره ولا تتحمل مجرد تخيل تكراره هذا العام، إذ إن المستويات القياسية التي تسجلها درجات الحرارة تجعل المنطقة المعروفة بغطائها الغابوي المتنوع في قلب هذه المخاطر.

محمد بنعبو، خبير في قضايا المناخ، يرى أن النشرات الإنذارية التي تصدرها مديرية الأرصاد الجوية “أصبحت تحذيرية واستباقية أكثر من كونها تشرح الوضعية المناخية بالبلاد، وذلك بسبب الكفاءة التي يتميز بها أطر المديرية التي تواكب المستويات العالمية”.

أرقام قياسية
أوضح بنعبو، أن النشرة الإنذارية ليوم أمس الجمعة، هي الخامسة من نوعها مع بداية فصل الصيف، مبرزا أن “مجموعة من الأرقام القياسية تحطمت بالمملكة، خصوصا بالنسبة للمدن الساحلية، كالرباط وسلا والقنيطرة والنواصر، التي سجلت حرارة فاقت 46 درجة مئوية خلال يونيو الماضي”.

وأضاف أن “هذه النشرات التحذيرية تجعلنا في موقع يمكننا من أن نكون استباقيين في تدخلاتنا، خصوصا مع عودة ظاهرة النينيو المناخية إلى كوكب الأرض التي لم نشهدها منذ 2016، والتي يمكن أن ترفع جميع التحولات المناخية، وليست الحرارية فقط”.

وبين بنعبو أن “الاحترار العالمي على مستوى اليابسة ليس الوحيد الذي سيعرف تغيرا بسبب ظاهرة النينو، بل حتى المحيطات والبحار سترتفع درجة حرارتها بشكل قياسي كذلك، وهذه النشرة الإنذارية التي تمتد لأسبوع يمكن أن تكون الأطول”.

وتوقع بنعبو أن يشهد الأسبوع المقبل تسجيل أرقام “قياسية جديدة مثل التي سجلت سنة 2021 وبلغت 50 درجة مئوية في عدد من المناطق”، معتبرا أن هذا الأسبوع سيكون “استثنائيا في صيف استثنائي على مستوى درجات الحرارة”.

الغابات الأكثر تهديدا
وأشار بنعبو إلى أن هذه الموجات المتوالية من الحرارة سيكون لها تأثير “سلبي على مجموع المنظومات البيئية، وفي مقدمتها الغابات التي تكون عرضة للحرائق”، مذكرا بأن السنة الماضية شهدت تسجيل “500 حريق على المستوى الوطني، وفقدنا حوالي 22 ألف هكتار من الغطاء الغابوي، وهو رقم كبير جدا بالمقارنة مع السنوات السابقة التي كنا نفقد فيها 2000 إلى 3000 هكتار في السنة، فيما لا يتعدى عدد الحرائق 300”.

ولفت الخبير المناخي ذاته إلى أن المغرب خصص هذه السنة رقما ماليا مهما، يناهز 2 مليار درهم، “من أجل أن نكون استباقيين ونتنبأ بالحرائق ونطوقها في أقرب وقت ممكن، ولا نبقى نعالج الكوارث الطبيعية بالحد من الخسائر التي تخلفها على مستوى الممتلكات والأرواح”.

كما توقع بنعبو أن تسجل السنة الحالية “تأثيرات كبيرة على المنظومة الغابوية، ومع هذه التجهيزات المتطورة والاعتماد على تقنيات المعلوميات والأقمار الاصطناعية، يمكن أن نكون استباقيين ونوجه قدراتنا البشرية والتقنية في المناطق التي تكون بؤرا للحرائق”.

التعليقات

عذراً التعليقات مغلقة

لا توجد مقلات اخرى

لا توجد مقلات اخرى

نستخدم ملفات الكوكيز لنسهل عليك استخدام موقعنا الإلكتروني ونكيف المحتوى والإعلانات وفقا لمتطلباتك واحتياجاتك الخاصة، لتوفير ميزات وسائل التواصل الاجتماعية ولتحليل حركة الزيارات لدينا...لمعرفة المزيد

موافق