شبان من الناظور مفقودون منذ 30 سنة.. قوارب الموت تُخلف ضحايا بالجملة أواسط التسعينات

26 فبراير 2024آخر تحديث :
شبان من الناظور مفقودون منذ 30 سنة.. قوارب الموت تُخلف ضحايا بالجملة أواسط التسعينات

سجّلت أواسط التسعينات من القرن الماضي، خاصة سنة 1995، موجة غير مسبوقة، قد تكون هي الأكبر في تاريخ المدينة، للهجرة على متن قوارب الموت صوب سواحل إسبانيا، بحثا عن أفاق اجتماعية أرحب.

وإذا كانت قوارب “فانتوم” سيدة البحر هذه الأيام، وهي التي تلعب دورا حاسما في نقل المرشحين للهجرة السرية من المغرب إلى أوروبا، فإن “الزودياك” كانت هي عروس البحر آنذاك.

الفرق بينهما هو أن قوارب “فانتوم” تعتبر أكثر أمانا وأسرع وذات قدرة غير عادية على اختراق أجهزة الرادارات، بينما قوارب “الزودياك” لا يتذكرها العارفون بها إلى بأحداثها المأساوية التي خلّفت ضحايا بالآلاف.

في ربيع سنة 1995، خرج منصور وهو متزوج حينها من دون أولاد، ليركب قاربا خشبيا “زودياك” برفقة حوالي 30 شخصا، متجها صوب “الفردوس الأوروبي” بعدما ودّعته زوجته الحالمة باللحاق به حين يحصل على أوراق الإقامة بإسبانيا.

لم تكن هناك هواتف للتواصل، ولا مواقع تواصل اجتماعي تأتي بالأخبار حتى من قعر البحار.. خرج منصور وبعد حوالي أسبوع تأتي أخبار غير مؤكدة تفيد بأن القارب الذي كان على متنه منصور انقلب وتوفي كل من كان على متنه ولم تتمكن البحرية الإسبانية ولا المغربية من انتشال الجثث.

هي أخبار غير مؤكدة لكن يبدو أنها الحقيقة، فمنصور ورغم مرور حوالي 30 سنة على مغادرته اقليم الناظورقليم الناظور صوب أوروبا لم يظهر له أثر. وهو ليس وحيدا، فبعض المصادر تتحدث عن وجود 9 شبان من زايو حينها على متن القارب الذي كان يقل منصور.

هذه حكاية واحدة من بين حكايات عدة واقعية لشباب مناقليم الناظور اختار طريق الهجرة السرية خلال التسعينات من أجل تحقيق حلمه بمعانقة تراب الجارة الشمالية، منهم من وصل ونال ما حلم به ومنهم من كان فريسة لأمواج البحر التي اِلتهمته دون أن يتم الإعلان عن وفاته.

أواسط التسعينات اختار خلالها العشرات من أبناء اقليم الناظور ركوب القوارب الخشبية، وكان مصير الكثير منهم الوفاة غرقا بسبب انقلاب القوارب لارتطامها بأمواج البحر.

يروي حسين، وهو خمسيني من اقليم الناظور مقيم حاليا بمقاطعة كاطالونيا، كيف نجا بأعجوبة من موت محقق، حين كان يهم بالهجرة على متن قارب خشبي فانقلب ليتمسك بأحد أركانه، فظل عالقا على بعد حوالي 300 متر عن اليابسة، إلى أن جاء صياد إسباني فأنقذه.

الهجرة إلى أوروبا على متن “الزودياك” كانت السبيل الأوحد آنذاك، بالنسبة لشباب اقليم الناظور، للهرب من مدينة ليس فيها ما يجعلهم يبقون متمسكين بها، لكن ثمن تلك الرحلات كان مكلفا.

التعليقات

عذراً التعليقات مغلقة

لا توجد مقلات اخرى

لا توجد مقلات اخرى

نستخدم ملفات الكوكيز لنسهل عليك استخدام موقعنا الإلكتروني ونكيف المحتوى والإعلانات وفقا لمتطلباتك واحتياجاتك الخاصة، لتوفير ميزات وسائل التواصل الاجتماعية ولتحليل حركة الزيارات لدينا...لمعرفة المزيد

موافق