+صور: الناظور..الكتابة على الجدران : عبث بجمال الأمكنة ام تعبير حر و بلاغة المهمشين.

2 سبتمبر 2018آخر تحديث :
+صور: الناظور..الكتابة على الجدران : عبث بجمال الأمكنة ام تعبير حر و بلاغة المهمشين.

محمد بوتخريط

في ظل غياب الامن ومعه أشياء كثيرة أصبح كل شيء مباح في هذا الناظور … أو علي وجه الدقة في هذه المدينة الحزينة .
ظاهرة استوقفتني كثيراً وأنا أمعن التأمل في ما آلت اليه أوضاع المدينة وما تعرفه من ظواهر دخيلة.
 

لم يكن مشهداً عادياً حينما استوقفني وأنا اتجول في أحد شوارع المدينة ذلك الكم الهائل من الكتابات المرسومة على جدران المنازل.
ولم يكن مشهداً مقبولا أن اجد جدار منازل حينا هي الاخرى ملطخة بذات الكتابات .
بل ، لا تكاد تدخل شارعا أو مكاناً في المدينة إلا وتجد كتابات على الجدران تتحدث عن كل شيء وعن لا شيء ، عن الإعجاب والاحباط والشذوذ والسب و…الذكريات الجميلة والسيئة..وكثيراً من خطابات النصائح والوعظ…الخ…الخ…الخ…
 

باتت هذه الظاهرة في الآونة الأخيرة تتسلل الى كل الاماكن دون فرملة ولا استحياء لتطال جدران المنازل والمرافق العامة، بوتيرة متصاعدة وفي أماكن مختلفة، وكثيرا ما يقع ذلك ليلا ، ليستيقظ سكان المدينة على جدارية تكون في أغلب الاحيان مشوهة بالألفاظ والخطوط والرسوم الغرائبية في الشكل والمضمون، وكأنها تلهث وراء تفريغ شحنة نفسية بطاقة مهدرة يغلفها إهمال المسؤولين في المدينة و أولياء الأمور وغفلة المنظومات منها التعليمية عن البحث والتدقيق.
 

الكتابة على الجدران ، ظاهرة سلوكية ( قد أقول عنها سيئة)  دقت أبواب المدينة ، فُتحت لها الأبواب على مصراعيها، و بعد أن كانت حتى الامس القريب ايجابية، يلجأ إليها الناس لتخليد ذكرى معينة أو موقف معين.. أصبحت اليوم ظاهرة ممقوتة؛ انحرفت عن هدفها السامي، حتى صار أغلب ما يكتب على الجداريات كلاماً مخالفاً للذوق العام..يحمل عوامل عديدة ومسببات مكبوتة بداخل فاعلها، يخفيها الشخص عن المحيط الذي يوجد فيه، ويعبّر عنها بطريقة الكتابة على الجدران.
اصبحت الان وبلا شك ظاهرة غير لائقة ، فضلا عما تتسبب به من إساءة ومن الاعتداء على أصحاب المنازل بالكتابة على جدرانهم، وأحيانا لا تخلو من الكلام المحظور,,ومن  الكلام البذيء و تخريب للمظاهر العامة بل وأحيانا إساءة موجهة لاشخاص معنيين .

أصبح الأمر فعلا ، ممقوتاً بعد أن أصبح أغلب ما يكتب على الجداريات كلاماً مخالفاً للذوق العام وخادش للحياء.
 

هي أمور عايشتها خلال عطلة الصيف أثناء تواجدي بالمدينة إلتقطت عدداً من الصور التي توضح للأسف إنتشار هذه الظاهرة وفي أماكن متفرقة على جدران المنازل و المدارس بل وحتى أسوار المساجد لم تسلم من هذا العبث.
فهل هي عادة دخيلة على المدينة أم هي تبعية لاتجاهات ما ؟
وكيفما كان الحال فانه يتضح فعلا أننا أمام توجُّه غير صحي ؛ يُنذر بكارثة اجتماعية إن لم يتم علاجه؛ لذلك يجب أن تتضافر الجهود بين الجميع وخاصة بين المؤسسات المعنية ، منها الاجتماعية والقانونية والتربوية، لمحاربة هذا التوجُّه الذي اصبح ممقوتا .
 

هي عادات وأخرى كثيرة دخيلة على المدينة، مدينة كانت إلى عهد قريب الملاذ الآمن الوحيد لمن يريد الخلود للراحة والامان،إلا أن ما طرأ من طغيان وتأثر وتغيير في بعض عاداتها وتقاليدها أفقدها تلك الميزات التي كانت تحسد عليها .. فيما استسلم أهاليها ولم يظهروا أي مقاومة لهذا التغيير بل تجرعوه وتسارعو قبول أطيافه وبإسراف منقطع النظير .

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


لا توجد مقلات اخرى

لا توجد مقلات اخرى

نستخدم ملفات الكوكيز لنسهل عليك استخدام موقعنا الإلكتروني ونكيف المحتوى والإعلانات وفقا لمتطلباتك واحتياجاتك الخاصة، لتوفير ميزات وسائل التواصل الاجتماعية ولتحليل حركة الزيارات لدينا...لمعرفة المزيد

موافق