انتشرت في السنوات الأخيرة ظاهرة زواج بنات ضواحي الناظور من أجانب أوربيين، خاصة مع انتشار وسائل التواصل وانفتاح فتيات المدينة على الأنترنت بشكل سهل عليهن تحقيق رغبتهن في الزواج من أجنبي. والسؤال المطروح؛ أهي الظروف الاقتصادية السيئة؟ التي تدفع إلى ذلك أم هو حلم الهجرة الذي يراود الكثيرات؟
هذه الظاهرة التي كانت في السابق نادرة جدا كانت خلالها فتيات ضواحي الناظور تشترطن على شريك حياتهن الجديد الإسلام، لكن يبدو أن هذا الشرط آخذ في الانتفاء في الوقت الحالي، بعدما صرنا نشاهد العديد من بنات ضواحي الناظور يقبلن على الزواج من الأجنبي غير المسلم.
وفي غياب أرقام رسمية حول الظاهرة، نسجل أن العديد من الزيجات المختلطة ضواحي الناظور تكون بين بنات المدينة وأوربيين، فيما نادرا ما نسجل زيجات مختلطة مع دول خليجية أو من أمريكا.
وتُبدي الكثيرات ارتياحهن للزواج من أوروبيين، حيث يصفن زواجهن بالناجح، لما حققنه من رغبات هي في الغالب اجتماعية، بينما لا يمكن إخفاء الفشل الذي يصيب الزيجات المختلطة بين بنات ضواحي الناظور وأجانب، خاصة حين يتعلق الأمر بالطلاق في حالة وجود الأبناء.
وعبرت إحدى بنات ضواحي الناظور عن فرحتها مؤخرا بعدما عقدت قرانها على رجل فرنسي مسلم، حيث باشرت إجراءات الزواج في القنصلية الفرنسية بمدينة فاس.
وترى الفتاة التي فضلت عدم ذكر اسمها أن زوجها الفرنسي أعجبها من خلال معاملته الطيبة له، وتعبيره عن حبه لها بشكل ترى أنه “مُفتقد في ابن بلدها”. على حد تعبيرها.
مجتمعيا يبدو أن هناك تقبّل لزواج بنات ضواحي الناظور من أجانب إن كانوا مسلمين، مقابل ذلك لا زال هناك تحفظ حول زواج بنات المدينة من أجانب غير مسلمين، حيث يربطون ذلك بتعاليم ديننا التي ترفض زواج المسلمة بغير المسلم.
لكن رغم هذا الرفض المجتمعي إلا أن عددا من بنات ضواحي الناظور اخترن الزواج من غير مسلم، وهو ما يفسره الكثيرون على أنه هروب من الأوضاع الاجتماعية المزرية للكثيرات، بجانب الهروب من العنوسة.
وأباح ديننا هذا الزواج بشرط لا تنازل عنه هو شرط إسلام الزوج، هذا الأخير الذي غالبا ما يعلن إسلامه فقط بهدف الارتباط من مغربية مسلمة وبمجرد الحصول على وثيقة الزواج أغلبهم يرجع عن الإسلام.
وتبقى بعض الأمور في هذا النوع من الزواج غير مقبولة مجتمعيا، منها أن يكون فارق السن بين الزوجة وزوجها الأجنبي كبير جدا، حيث يكبرها الزوج بسنين عدة تجعل من هذا الزواج “زواج مصلحة”.
