قطعت مع سنوات الجفاء وأحيت علاقات “مشلولة”..كيف كانت آخر زيارة ملكية إلى الجزائر؟

22 أكتوبر 2022آخر تحديث :
قطعت مع سنوات الجفاء وأحيت علاقات “مشلولة”..كيف كانت آخر زيارة ملكية إلى الجزائر؟

هل يحضر الملك محمد السادس، القمة العربية المنتظر عقدها بالجزائر مطلع الشهر المقبل؟، سؤال يطغى على ترتيبات ما قبل القمة، إذ يُفتح من خلاله باب التكهنات حول سياقها وما يمكن أن تحمله من انعطافة حقيقية في العلاقات المغربية الجزائرية، الواقعة إكراها وبرواسب السياسة والتاريخ تحت تأثير الأزمة الممتدة لعقود طويلة. وبين التسريبات من هنا وهناك، في وقت لم يصدر عن المغرب الرسمي أي تعليق أو إفادة في الموضوع.

وبما أن الرباط تلقت دعوة رسمية في 27 شتنبر الماضي من الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون بعد وفادته وزير عدله عبدالرشيد طبي، إلى المملكة حاملا معه دعوة موجهة إلى الملك محمد السادس للمشاركة في القمة..نعود بالتاريخ سنوات إلى الوراء ونحاول النبش في آخر زيارة ملكية إلى الجزائر وكانت بالمناسبة ضمن فعاليات القمة العربية عام 2005، وكانت آخر قمة عربية يشارك فيها الملك.

تتشابه الظروف والسياقات والأزمنة بخصوص ما يعتمل العلاقات الجزائرية المغربية من امتداد لفصول الأزمة، لكن قمة 2005 كسرت حدّتها بعدما قرر الملك الحضور شخصيا إلى قمة الجزائر ما أسهم في إزالة عصا الأزمة من عجلة العلاقات الثنائية. إذ نزل الملك بالأراضي الجزائرية وكان ذلك هو الحدث الأهم في القمة التي حضرها الملوك والرؤساء العرب . وتصدرت وقتها صور الملك محمد السادس والرئيس الجزائري الراحل عبدالعزيز بوتفليقة، عناوين الصحف والأخبار، وصوّبت في اتجاه القائدين عدسات الكاميرات مرفوقة بعناوين، أهلا “بعودة الدفء في علاقات الرباط والجزائر”.

قبل انعقاد قمة الجزائر 2005، كانت الحيرة والتكهنات تطغى على أشغال تحضير القمة، بحيث أنه قبل انعقادها بأسبوع أي في 16 مارس 2005، بلغت العلاقات الثنائية درجة رفيعة من التوتر بعد تبادل سفير المغرب بجنيف عمر هلال ونظيره الجزائري اتهامات بشأن ملف الصحراء المغربية، أعلن القصر الملكي بعدها بأربعة أيام فقط أي 20 مارس، حضور الملك بشكل رسمي أشغال القمة وأنه سيصل الجزائر بعد نهاية زيارته الخاصة إلى فرنسا.

بعد وصوله إلى الجزائر، وجد الملك في استقباله عبد العزيز بتفليقة، وأعلن رسميا القطع مع 14 عاما من آخر زيارة للملك الراحل، الحسن الثاني، إلى الجزائر، التي شكلت هي الأخرى محطة أساسية في تاريخ العلاقات الدبلوماسية بين البلدين. واختار الملك الإقامة في فيلا فاخرة في زرالدة (غربي العاصمة)، وهي المنطقة نفسها التي تحتضن إقامة الرئيس الجزائري. وذلك عكس باقي الملوك والزعماء الذين اختاروا الإقامة في الفنادق الفخمة. ولعل ما ميز إقامة الملك محمد السادس بالجزائر، قيامه في أول ليلة من وصوله بزيارة خاصة إلى عدد من أحياء العاصمة، متنقلا على متن سيارة السفير المغربي بالجزائر، ودون حراسة.

الزيارة الملكية إلى الجزائر في نظر خبراء هي تبيان دعم المغرب للجزائر في تصديها للإرهاب بما أنها كانت قد خرجت لتوها من “حرب داخلية طاحنة” أقرب إلى حرب أهلية. علاوة على ما رسمته من إشارات إيجابية وتفاؤل كبير لعودة العلاقات الثنائية إلى نسقها الرفيع بين القيادتين والشعبين.

اليد الممدودة

قال محمد السادس في خطابه السنوي بمناسبة الذكرى الـ23 لجلوسه على العرش “نتطلع للعمل مع الرئاسة الجزائرية، لأن يضع المغرب والجزائر يدا في يد لإقامة علاقات طبيعية، بين شعبين شقيقين تجمعهما روابط تاريخية وإنسانية ومصير مشترك”.

وأضاف: “أشدد مرة أخرى بأن الحدود التي تفرق بين الشعبين الشقيقين المغربي والجزائري لن تكون أبدا حدودا تغلق أجواء التواصل والتفاهم بينهما، بل نريدها أن تكون جسورا تحمل بين يديها مستقبل المغرب والجزائر”.

ولتجاوز الخلافات القائمة وإعادة فتح الحدود البرية المغلقة بين البلدين منذ عام 1994، اقترح الملك في أواخر عام 2018 تشكيل “آلية سياسية مشتركة للحوار”، لكن الاقتراح لم يلق تجاوبا من الجانب الجزائري.

وتشكل الخلافات بين الجزائر والرباط بشأن الصحراء المغربية إحدى الأسباب الأساسية لجمود الاتحاد المغاربي الذي لم يتمكن من عقد أي قمة منذ عام 1994. وتأخذ الرباط على الجزائر دعمها لجبهة البوليساريو.

التعليقات

عذراً التعليقات مغلقة

لا توجد مقلات اخرى

لا توجد مقلات اخرى

نستخدم ملفات الكوكيز لنسهل عليك استخدام موقعنا الإلكتروني ونكيف المحتوى والإعلانات وفقا لمتطلباتك واحتياجاتك الخاصة، لتوفير ميزات وسائل التواصل الاجتماعية ولتحليل حركة الزيارات لدينا...لمعرفة المزيد

موافق