سكينة الصادقي
حوالي خمس أو ست سنوات هو الزمن الذي يحتاجه المغرب من أجل إعادة إعمار ما فقده جراء الزلزال الذي ضرب العديد من مناطق المغرب ليلة الجمعة 8 شتنبر الجاري، رقم أعلن عنه النعم ميارة، رئيس مجلس المستشارين، خلال اجتماع عقدته لجنة المالية والتنمية الاقتصادية بمجلس النواب أمس الاثنين، وأكده خبراء اقتصاديون.
وقال ميارة، خلال الاجتماع الذي خصص لإخبار لجنتي المالية بغرفتي البرلمان بإحداث الصندوق الخاص بتدبير الآثار المترتبة عن الزلزال، إن “عملية بناء ما ردمه زلزال الحوز ستستمر لخمس أو ست سنوات”.
عمر الكتاني، خبير اقتصادي، أكد أن الإحصائيات تفيد بأن المناطق المتضررة تضم 600 ألف من السكان، تضرر منهم حوالي 300 ألف حسب الإحصائيات، أي نصف سكان المناطق، إما جسمانيا أو عمرانيا.
وأوضح الكتاني أن المغرب يلزمه حوالي خمس سنوات لاسترجاع الخسارة، عبر تخصيص 15 في المائة من الدخل الوطني، موضحا في الوقت نفسه أن وضعية السكن في تلك المناطق المتضررة تلزمها إجابات سريعة.
وفي هذا الصدد، أشار الخبير الاقتصادي إلى أن “ما نحتاجه اليوم هو هيكلة الدعم، وأن لا يبقى مجرد تطوع عام”، داعيا إلى الانفتاح على مهندسين جدد وتجاوز أولئك الذين اعتادوا الاشتغال على المشاريع الكبرى.
من جانبه، أوضح إدريس الفينة، الباحث في الاقتصاد، أن الزلزال ضرب ممتلكات خاصة، مؤكدا أن المغرب ورغم هذه الظرفية قد يربح نقطة إلى نقطة ونصف النقطة إضافية في معدل النمو.
فسر الباحث هذا المعطى بأن “هذا النوع من الأزمات وبالرغم من الخسائر الفادحة التي تنجم عنها فإنها تبرز التضامن الوطني”، مضيفا: “نرجو أن تصل التبرعات الخارجية والداخلية إلى مبالغ مهمة تعطي دفعة لقطاع البناء والأشغال العمومية؛ ما سيخلق دينامية اقتصادية، إذ من المرتقب أن تنتعش المبيعات وتحويلات العائلات من الخارج لأسرهم في الداخل”.
وتابع في السياق ذاته: “عملية إعادة البناء تخلق الثروة”، مذكرا بمقولة شهيرة للاقتصادي كينز “إذا أردتم تحريك الاقتصاد احفروا حفرا كبيرة وأعيدوا ردمها من جديد لتحريك الاقتصاد”.
وقال الفينة: “هذه أزمة لا نتمناها لأحد؛ لكن تلك المناطق التي كانت معزولة وكان بناؤها هشا مبنيا بالتراب ستستفيد من إعادة الإعمار وفق معايير جديدة”.
عذراً التعليقات مغلقة