كيلو اللحم ب 50 درهما في المغرب؟

28 فبراير 2024آخر تحديث :
كيلو اللحم ب 50 درهما في المغرب؟

ضجت مواقع التواصل الاجتماعي أول أمس الاثنين بفيديوهات توثق بيع بعض الجزارين للحوم الحمراء بالعاصمة الاقتصادية بثمن 50 درهما للكيلوغرام الواحد.

وخلفت الفيديوهات استياء مواطنين، بين من يعبر عن تخوفاته من استمرار ارتفاع أسعار اللحوم الحمراء التي ستفتح الباب أمام الذبيحة السرية حسبهم، ومن رحب بفكرة بيع هذه اللحوم للمواطن البسيط الذي أنهك ارتفاع الأسعار قدرته الشرائية قبيل شهر رمضان.

عبد العالي رامو، رئيس الجمعية الوطنية لبائعي اللحوم بالجملة للفيدرالية البمهنية للحوم الحمراء، وجه اليوم الثلاثاء 27 فبراير 2024، مراسلة مرفقوقة بطلب تدخل عاجل إلى المدير العام للمكتب الوطني للسلامة الصحية للمنتجات الغذائية “أونسا”، بخصوص ختم لحوم الغنمي من صنف “النعجة” ولحوم البقر باللون الأزرق.

وأوضح في المراسلة أن “هناك جزار بمدينة الدار البيضاء استغل وضع ارتفاع الأسعار، وعمل على الترويج للحوم من صنف “النعجة” على أنها لحوم غنمي “خروفة” مستوردة من إسبانيا بثمن 50 درهما للكيلو الغرام الواحد”، مشيرا إلى أن “هذه الظاهرة أصبحت منتشرة بمجموعة من المدن المغربية وأثرت بشكل كبير على مجموعة من تجار اللحوم الحمراء بالجملة والتقسيط”.

وأضاف حسب موضوع المراسلة، أن بعض الجزارين يستغلون جهل المستهلك بهذه الأصناف وكذا غلاء أسعار سلع اللحوم الحمراء من أجل بيع لحوم “النعجة” للمواطنين وإيهامهم بأنها لحوم “العجول” و”الخروفة” مستغلين الخاتم الأحمر الذي يعبر عن اللحوم الممتازة .

وشدد على أن الخرق القانوني الذي تعتمده مجازر الدار البيضاء بتسليم السلع المحضرة بهذا المرفق بشكل فوري دون إخضاعها للمراقبة القبلية ولعملية الروسوياج (Ressuage) يكون تحت ذريعة مذكرة الوالي السابق للدار البيضاء، مضيفا أن “هذه اللحوم يتم بيعها داخل مدينة الدار البيضاء ومن ضمنها لحوم النعجة المستوردة من إسبانيا التي يتم تسليمها لصاحبها في نفس اليوم علما أنه قصاب بالمجازر وليس بجزار بالأسواق الأسبوعية’’.

ودعا رئيس الجمعية مكتب “أونسا” إلى ضرورة التدخل العاجل من أجل اعتماد اللون الأزرق لختم لحوم “النعجة” و”البقرة” من جهة، إضافة إلى التدخل لدى المصالح البيطرية لـ”أونسا” على مستوى مجازر الدار البيضاء لاسترجاع دورها في المراقبة الصارمة لمرافق المجازر الحضرية للعاصمة الاقتصادية التي أصبحت تعيش فوضى خطيرة بسبب تغييب دور المصالح البيطرية.

وفي حديث مع عبد العالي رامو، رئيس جمعية الجزارين بالمغرب، للاستفسار عن مصدر هاته اللحوم وتبعات استهلاكها على المواطن البيضاوي، قال المهني إن ”هناك بعض التجار يستغلون أزمة الغلاء الحالية بقطاع اللحوم الحمراء، ويحصلون على سلع رخيصة بأثمنة تتراوح مابين 30 و40 درهما ليتم بيعها بثمن 50 درهما لعموم المواطنين”.

وأكد، حول مصدر هذه اللحوم الحمراء، إن “هاته اللحوم الحمراء هي لحوم من صنف “النعجة” ويتم بيعها على أساس لحوم البقر”، وشدد على أن لحم “الخروفة” مقارنة بلحوم “النعجة” قد يصل وزنه إلى 30 كيلوغراما أو 40، بينما تزن “النعجة” فقط 12 كيلوغراما أو 14، واصفا هنا الفرق بين الوزنين.

وبخصوص التساؤل حول وضع الأختام موضوع المراسلة الموجهة لمدير المكتب الوطني لسلامة المنتجات الغدائية، قال رامو؛ ”أصبح بعض الجزارين يتلاعبون بالأختام في ظل غياب المراقبة” وأضاف أن “الأختام المتعارف عليها كانت ثلاثة، الختم باللون الأخضر المعروف بـ”إكسترا”، الختم باللون الأحمر المعروف بـ”الممتاز”، والختم باللون الأزرق بالنسبة للحوم الأغنام والأبقار الذي توقف العمل به”.

وأشار في هذا السياق إلى أن بعض الجزارين أصبحوا يستعملون أختاما ذات ألوان “باهتة” للتعبير على أن تلك اللحوم ذات الجودة الممتازة، واضعين المستهلك البيضاوي أمام تلاعبات يجهلها وتؤثر في ما بعد على سلامته الصحية.

وحذر رئيس الجمعية في الأخير المواطنين بمدينة الدار البيضاء من الاستهلاك المفرط لهاته اللحوم الرخيصة حسبه، مردفا “لا أنصح من لا يتوفر على صحة جيدة بأكلها، وإلا سيسلك طريق المستشفيات”.

وخلص إلى أنه سبق لجمعية مهنيي اللحوم الحمراء أن حذرت المكتب الوطني لسلامة المنتجات الصحية والغدائية عبر مراسلة بتاريخ 16 يناير 2024، من التلاعبات “الخطيرة” التي يقوم بها بعض الجزارين بالعاصمة الاقتصادية، للركوب على موجة استمرار غلاء أسعار اللحوم الحمراء لتظليل المستهلك المغربي، مشيرا إلى أن عدم التجاوب مع المراسلة السابقة جعل الجمعية تعيد اليوم من جديد إرسال مراسلة أخرى قصد معالجة المشكل.

التعليقات

عذراً التعليقات مغلقة

لا توجد مقلات اخرى

لا توجد مقلات اخرى

نستخدم ملفات الكوكيز لنسهل عليك استخدام موقعنا الإلكتروني ونكيف المحتوى والإعلانات وفقا لمتطلباتك واحتياجاتك الخاصة، لتوفير ميزات وسائل التواصل الاجتماعية ولتحليل حركة الزيارات لدينا...لمعرفة المزيد

موافق