لماذا يتم مضاعفة عدد الباراجات بين المدن كل رأس سنة؟

29 ديسمبر 2023آخر تحديث :
لماذا يتم مضاعفة عدد الباراجات بين المدن كل رأس سنة؟

علي بنهرار
حالة تأهب ودرجة يقظة عالية بدت على مستوى الطريق الوطنية رقم 13 تزامناً مع الاستعداد لاحتفالات رأس السنة الميلادية؛ فيما أكد مجموعة من رجال الدرك أن اليقظة الأمنية لمحاصرة التهديدات تعد وطنية الآن، وعلى مستوى مختلف النقاط في المدن والقرى، في ظل إستراتيجية وطنية شاملة يتشارك فيها الأمن الوطني والدرك الملكي.

و تمت معاينة ليلة أمس الخميس وصبيحة الجمعة قبل طلوع الفجر أن الطريق الوطنية رقم 13، لاسيما بين الرباط والرشيدية، تعرف تكثيف السدود الأمنية المنصوبة بين المدن، على غير العادة؛ حيث قد تحدث مصادفة حاجزين للدرك الملكي غير بعيدين عن بعضهما، وكل منهما يراقب العربات المارّة ويتفقد وثائق المسافرين، مع تبين ما إذا كان مبحوثاً عنهم في المعدات الإلكترونية المتاحة.

كما توجد السدود الخاصة بالأمن الوطني كالعادة بمداخل ومخارج المدن. لكن هذه المرة تبدو اليقظة استثنائية، لكون الظرفية مطبوعة أيضا بالاستثناء، في محاولة لدرء المخاطر ومنع تسربها من مدينة إلى أخرى، لاسيما أن بعض الطرق الوطنية تؤدي إلى نقط حساسة تعرف احتفالات خاصّة خلال رأس السنة، وكانت موضوع تهديدات أمنية سابقا، كمراكش وأكادير ومرزوكة.

وحسب بعض رجال الدرك والأمن، في تصريحات متطابقة فإن هذه الإجراءات استباقيّة وتكون على منحى سنوي، حيث ترتفع درجة التأهب إلى منحاها الأقصى لضمان مرور فعاليات احتفالات رأس السنة بلا أيّ حوادث أو جرائم أو هجمات أو اعتداءات كيفما كان نوعها، مؤكدين أن المقاربة الأمنية تعرف استنفاراً عاليا، تكون نتيجته هذا الانتشار داخل الطرق الوطنية وأيضاً داخل المدن وفي القرى وغيرها.

كما أوضحت الجهات عينها أن الإجراءات المرصودة روتينية، لكشف هوية الهاربين من العدالة أو المبحوث عنهم، وكذلك محاصرة مرور الممنوعات بين المدن في هذه الفترة؛ مع إبراز أن الانفلات الأمني يكون مرشّحا للارتفاع بقوة خلال رأس السنة، وهو ما تحاول سدود الأمن والدرك التنسيق بشأنه للتصدي له، وضمان مرور احتفالات “البوناني” في أحسن الأحوال الممكنة على كافة الأصعدة، لاسيما الأمنية منها.

محمد أكضيض، خبير أمني، اعتبر أن “وجهة المغرب سياحية أولاً، والعديد من السياح من العالم يأتون لقضاء رأس السنة في البلد الشمال إفريقي؛ كما أن المشاهير المغاربة بدورهم يتنقلون لاستقبال العام الجديد في مراكش أو أكادير أو مرزوكة…”، مؤكدا أن “تأمين هذه النقاط بالتحديد كان دائما إستراتيجية أمنية شمولية تتكامل فيها جهود الأمن الوطني مع الدرك الملكي”.

أكضيض، أبرز أن “الإستراتيجية السياحية لا تقبل حدوث أي انفلات قد يعيدنا إلى الدرجة الصفر، لذلك تبذل الأجهزة الأمنية جهدا مضاعفاً في الأيام الأخيرة التي تسبق رأس السنة، وأيضا خلال آخر يوم من السنة الميلادية”، موضحاً أن “التهديد الإرهابي كان دائما واضحاً بخصوص العزم على تنفيذ هجمات بالمغرب، سواء من تنظيم ‘داعش’ أو ‘القاعدة’، ولكن هذه اليقظة تجهض أي محاولة من هذا القبيل”.

وأشار المصرح عينه إلى أن “الجهود تبذل على مستوى المداخل وعلى مستوى نقاط العبور أولاً، لصدّ الخطر، فتأتي جهود تكميلية بشكل أساسيّ داخل المدن، برفع الرّهان لتأمين النقاط الحساسة، مثل الفنادق الكبرى والمنتجعات السياحية وفضاءات الاحتفال”، مشددا على أن “المغرب انخرط في محاربة الإرهاب الذي كان يسعى دائماً إلى نسف هذه الاحتفالات وتقويضها”.

التعليقات

عذراً التعليقات مغلقة

لا توجد مقلات اخرى

لا توجد مقلات اخرى

نستخدم ملفات الكوكيز لنسهل عليك استخدام موقعنا الإلكتروني ونكيف المحتوى والإعلانات وفقا لمتطلباتك واحتياجاتك الخاصة، لتوفير ميزات وسائل التواصل الاجتماعية ولتحليل حركة الزيارات لدينا...لمعرفة المزيد

موافق